وأبي الحسن ابن الجندي، وأبي طاهر المخلص، وأبي القاسم الصيدلاني، وغيرهم. وعمر حتى نقل عنه الكثير؛ روى لنا عنه أبو القاسم ابن السمرقندي، وأبو الفضل ابن المهتدي بالله، وأبو الحسن بن صرما، وجماعة سواهم.
ووثقه أبو الفضل بن خيرون.
وقال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا، وقال لي: ولدت في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وقال شجاع الذهلي: توفي في ثامن عشر صفر.
٣١٩ - عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، الشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي الفقيه، إمام الطائفة الحنبلية في زمانه بلا مدافعة.
سمع أبا القاسم بن بشران، وأبا الحسين ابن الحراني، وأبا محمد الخلال، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا طالب العشاري. روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره، وهو أجل أصحاب القاضي أبي يعلى.
قال السمعاني: كان حسن الكلام في المناظرة، ورعا زاهدا متقنا، عالما بأحكام القرآن والفرائض، مرضي الطريقة.
وقال أبو الحسين ابن الفراء: لزمته خمس سنين. قال: وكان إذا بلغه منكر قد ظهر عظم ذلك عليه جدا، وكان شديدا على المبتدعة، لم تزل كلمته عالية عليهم، وأصحابه يقمعونهم، ولا يرد يده عنهم أحد. وكان عفيفا نزها، وكان يدرس بمسجده، ثم انتقل إلى الجانب الشرقي يدرس في مسجد، ثم انتقل في سنة ست وستين لأجل ما لحق نهر المعلى من الغرق إلى باب الطاق، ودرس بجامع المهدي. ولما احتضر القاضي أبو يعلى أوصى أن يغسله الشريف أبو جعفر، فلما احتضر القائم بأمر الله أوصى أيضا أن يغسله، ففعل. وكان قد وصى له القائم بأمر الله بأشياء كثيرة فلم يأخذها، فقيل له: خذ قميص أمير المؤمنين للبركة. فأخذ فوطته فنشف بها القائم وقال: قد لحق