كان إماماً ذكيّا، فهماً، حادّ الذهن، إماماً في النَّحو، إماماً في المعاني والبيان والمنطق، جيد المشاركة في الفقه والأصول وغير ذلك، أخذ عن والده، وسكن بعلبك مدةً، فقرأ عليه جماعة منهم الإمام بدر الدين ابن زيد، ثم سكن دمشق وتصدّر للإشغال بعد وفاة والده. وكان عجباً في الذكاء والمناظرة وصحة الفهم. وكان مطبوع العشرة وفيه لعبٌ وفراغ. وله تصانيف معروفة في العربية والبديع والمعاني. ومات قبل الكهولة أو في أوائلها من قولنج كان يعتريه كثيراً.
توفي إلى رحمة الله بدمشق في ثامن المحرم، ودفن بمقبرة باب الصغير وكثرُ التأسُّف عليه. وولي بعده الإعادة بالأمينية الإمام كمال الدين ابن الزَّملكاني وله ثمان عشرة سنة وأشهر.
٤١٦ - محمد بن مكي بن أبي القاسم حامد بن عبد الله، عماد الدين، أبو عبد الله الأصبهاني الأصل، الدمشقي، الزركشي، الرّقّام.
روى عن داود بن ملاعب والأنجب بن أبي السعادات وابن روزبة وخليل الجوسقيّ وسكن القاهرة. وكان ارتحاله إلى بغداد بعد الثلاثين وهو شاب.
روى عنه المصريون والمزي والبرزالي ومات في الثامن والعشرين من شوال.
٤١٧ - محمد بن يحيى بن علي، المحدث، المسند، أبو صادق، جمال الدين ابن الحافظ الإمام رشيد الدين أبي الحسين القرشي، المصري، العطار.
ولد في حدود العشرين وستمائة. وسمع من محمد بن عماد وعبد العزيز بن باقا ويوسف بن شداد القاضي وعبد الصمد الغضاري وعلي بن مختار وطائفة، وعني بالحديث، وكتب وخرّج لنفسه موافقاتٍ ومصافحات، روى عنه المصريون والمزي والبرزالي وابن سامة.