للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النهار، ودليله مذكور العذري، فنكب عن طريقهم، فلما كان بينه وبين دومة يوم قوي، قال له: يا رسول الله إن سوائمهم ترعى عندك، فأقم حتى أنظر. وسار مذكور حتى وجد آثار النعم، فرجع وقد عرف مواضعهم، فهجم بالنبي على ماشيتهم ورعائهم فأصاب من أصاب، وجاء الخبر إلى دومة فتفرقوا، ورجع النبي .

وهي عن المدينة ستة عشر يوما، وبينها وبين دمشق خمس ليال للمجد، وبينها وبين الكوفة سبع ليال، وهي أرض ذات نخل، يزرعون الشعير وغيره، ويسقون على النواضح، وبها عين ماء.

[غزوة المريسيع]

وتسمى غزوة بني المصطلق، كانت في شعبان سنة خمسة على الصحيح، بل المجزوم به.

قال الواقدي (١): استخلف النبي فيها على المدينة زيد بن حارثة. فحدثني شعيب بن عباد عن المسور بن رفاعة قال: خرج رسول الله في سبع مائة.

وقال يونس بن بكير: قال ابن إسحاق (٢): حدثني محمد بن يحيى ابن حبان، وعاصم بن عمر، وعبد الله بن أبي بكر قالوا: خرج رسول الله ، وبلغه أن بني المصطلق يجمعون له، وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية أم المؤمنين، فسار النبي حتى نزل بالمريسيع، ماء من مياههم، فأعدوا لرسول الله فتزاحف الناس فاقتتلوا، فهزم رسول الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم، ونفل نساءهم وأبناءهم وأموالهم، وأقام عليهم من ناحية قديد والساحل.

وقال الواقدي (٣)، عن معمر وغيره: إن بني المصطلق من خزاعة كانوا ينزلون ناحية الفرع، وهم حلفاء بني مدلج، وكان رأسهم الحارث ابن أبي


(١) المغازي ١/ ٤٠٤، ودلائل النبوة ٤/ ٤٦.
(٢) ابن هشام ٢/ ٢٩٠، ودلائل النبوة ٤/ ٤٦.
(٣) المغازي ١/ ٤٠٨، ودلائل النبوة ٤/ ٤٦ - ٤٧.