المرية، وذلك عند انقضاء دولة الملثمين، فلم تطل أيامه، وتوفي في عشر السبعين، وكان من كبار الفقهاء، ومن فصحاء الشعراء.
وفيها وجه عبد المؤمن جيشًا مع أبي حفص الهنتاتي إلى وهران، فهجمها وأخذها بغتة، فأسرع إليه تاشفين، ففر منها أبو حفص ونزل بجبل بها، ثم هلك تاشفين كما ذكرنا في ترجمته.
سنة أربعين وخمسمائة
في رجب قدم السلطان مسعود بغداد وكان قد توجه لحربه سليمان شاه، ومحمد شاه، وعباس شحنة الري، ثم تفرقوا وسار علي بن دبيس، فجمع بني أسد وسار إلى الحلة، وبها أخوه محمد بن دبيس فتحاربا، فانهزم محمد وتملك علي الحلة واستفحل أمره، فقصده مهلهل، وأمير الحاج نظر في عسكر بغداد فهزمهم أقبح هزيمة، وكان مع هذا صبيا أمرد، ثم إن السلطان أمره على الحلة.
وفيها افتتح عبد المؤمن بن علي مدينة تلمسان، ثم مدينة فاس بعد حصار طويل وبلاء شديد، وقتل وأسر وعمل ما لا يخيل.