للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥٩٤ - يحيى بن عيسى، بن إبراهيم بن مطروح، الأمير الصاحب جمال الدين، أبو الحسين، الأديب الشاعر.

ولد بأسيوط سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وسمع بقوص من أبي الحسن علي ابن البناء، وحدث، وقال الشعر الرائق، وقد أبدع في هذين البيتين (١):

إذا ما سقاني ريقُه وهو باسمٌ … تذكّرتُ ما بين العُذيب وبارق

ويذكرني من قدّه ومَدَامِعي … مجرى عوالينا ومجرى السّوابق

وخدم الملك الصّالح نجمَ الدّين فِي مدّة نيابته بالدّيار المصريّة عن والده الملك الكامل سنة خمسٍ وعشرين، ولمّا توجّه الصّالح إلى حصن كيفا وتلك البلاد، كَانَ ابن مطروح فِي خدمته وأقام معه مدّة، وبعده، ثُمَّ قدِم عَلَيْهِ فِي سنة تسعٍ وثلاثين إلى مصر فرتّبه ناظر الخزانة، فلمّا تملّك دمشقَ فِي سنة ثلاثٍ وأربعين رتبه كالوزير للبلد، ولبس زِيّ الأمراء، وارتفعت منزلته، فلمّا قدِم الصّالح دمشق سنة ستٍّ وأربعين عزله، وتنكّر لَهُ لأمورٍ نَقَمَها عَلَيْهِ. ثُمَّ بقي ملازمًا لخدمته وهو مُعْرِضٌ عَنْهُ. فلمّا تُوُفّي الصّالح لزِم بيته.

ومن شِعره (٢):

علّقته من آل يَعْرُب لحظهُ … أمضى وأفْتَكَ من سيوف عُريبه

أسكنتُهُ فِي المُنْحَنَى من أضْلُعي … شوقًا لبارق ثغره وعذيبه

يا عاتبا (٣) ذاك الفُتُور بطَرْفه … خلّوه لي أَنَا قد رضيت بعَيْبه

لدنٌ وما مر النّسيم بعطْفِهِ … أرجٌ وما نفح العبير بجيبه

وله من قصيدة (٤):

من لي بغُصْن بالجمال (٥) مُمنطقٌ … حُلْو المعاني (٦) واللَّمى والمنطِقِ

مُثرى الرّوادف مُملقٌ من خصِرْهِ … أسمعت في الدّنيا بمثرّ مُملق


(١) البيتان في وفيات الأعيان ٦/ ٢٦٣.
(٢) الأبيات في وفيات الأعيان ٦/ ٢٦١ باختلاف يسير.
(٣) في الوفيات: يا عاتبي.
(٤) ابن خلكان ٦/ ٢٦١.
(٥) في ابن خلكان: باللحاظ.
(٦) في ابن خلكان: الشمائل.