١٢٦ - أحمد بن عُبيد الله بن أحمد بن محمد بن قُدامة بن مِقدام، الفقيه شرف الدين أبو الحسن.
ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وسمع من يحيى الثقفي، والخَضِر بن طاوس، وابن صَدَقة الحرّاني، وإسماعيل الجَنْزوي، وجماعة. وببغداد عبد المنعم بن كُليب، وجماعةٍ.
روى عنه الحافظ الضياء وعمل له ترجمة طويلة، فقال فيه: إمامٌ فاضلٌ، ثقةٌ، ديّنٌ، عاقلٌ، جمع الله له بين الخُلْق والخُلُق، والدين والأمانة، وقضاء حوائج الإخوان، والكرَم والتعطُّف على المرضى والتطلُّع إلى حوائجهم، كفى الجماعة في أشغال كثيرة بعد سفر أخي إلى حِمص.
أخبرنا الإمام أحمد ابن خالي عُبيد الله ببغداد، قال: أخبرنا ابن كُليب - فذكر من جزء ابن عَرَفة - ثم قال: بلغني عن أهل بيته أنهم قالوا: ما ترك قطُّ قيام الليل، وكان يقول الحقَّ، لا يخاف من أحدٍ، ولا يُحابي أحدًا.
سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن خَلَف بن راجح بعد موت أحمد بأيام، قال: رأيته في النوم فقلت له: ما لقيتَ من ربّك؟ فقال: كلَّ خير. فقلت له: زِدني. قال: ما أظنّ أحدًا رُفع فوق منزلتي.
سمعت أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل يقول: رأيت الشرف أحمد في النوم بعد موته بأيام فقلت: كيف أنت؟ أظنّه قال: بخير. قلت: فما متُّ ودفنّاك؟ قال: أفما يُحيي الله الموتى؟ فقلت: بلى. ثم ذكر له مناماتٍ أُخَر من هذا النوع.
وقال: أنشدنا شيخنا موفَّق الدين لنفسه:
مات المُحِبُّ ومات العِزُّ والشرف أئمَّةٌ سادةٌ ما منهمُ خَلَفُ