غيوثٌ إذا الحربُ العوان تعرّضت لخُطّابها بالنّفس لم يغلها مهرُ ترى الموت معقوداً بهدْب نبالهم إذا ما رماها القوس والنّظر الشزرُ ففي كلّ سَرْج غصْنُ بانٍ مُهَفْهفٌ وفي كلّ قوس مدّه ساعد بدرُ فلو وردتْ ماءَ الفُراتِ خيولُهُمُ لقيل: هنا قد كان فيما مضى نهرُ أداروا بها سوراً فأضحتِ كخنْصَرٍ لدى خاتمٍ أو تحت منطقةٍ خصرُ كأنّ المجانيق التي قُمنَ حولها رواعد سخطٍ وبلها النّار والصّخرُ أقامت صلاةَ الحرب ليلاً صخورُها فأكثرها شَفْعٌ وأقتلها وترُ لها أسهُمٌ مثل الأفاعي طِوالُها فواتك إلاّ أنّ أفتكها البترُ سهامٌ حَكَتْ سهْمَ اللّحاظ بقتلها وما فارقت جفْناً وهذا هو السِّحرُ منها:
فبُشراك أرضَيْتَ المسيحَ وأحمداً وإنْ غضب التكفُور من ذاك والكفرُ فسِرْ حيث ما تختار فالأرض كلّها بحكْمك والأمصار أجمعها مصرُ
[سنة اثنتين وتسعين وستمائة]
في المحرم حكم بدمشق القاضي حسام الدين الحنفي للعناكيين بصحة نسبهم إلى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن سعوا وتعبوا.
وفي المحرم جاءت ريح عظيمة على الركب بمعان وبرد ومشقة.
وفيه نزل لصدر الدين ابن الوكيل حموه شيخنا التاج ابن أبي عصرون عن تدريس الشامية الجوانية.
وفيه طلب السلطان من صاحب سيس قلعة بهسنا ومرعش وتل حمدون. أما بهسنا فكانت للناصر صاحب حلب وبها نوابه، فلما أخذ هولاكو البلاد كان في بهسنا الأمير سيف الدين العقرب فباعها لصاحب سيس بمائة ألف درهم وسلمها إليه فبقي على المسلمين منها ضرر، فأذعن صاحب سيس بتسليمها وأضعف الحمل مع ذلك. وتسلمها نواب السلطان في رجب ودقت البشائر.