للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دماءكم، وأحرز دينكم، من أحب منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده آمنا محفوظا فليفعل. فبقي معه تسعمائة رجل، فأحرم بعمرة وقلد هديا، فلما أردنا أن ندخل الحرم تلقتنا خيل ابن الزبير، فمنعتنا أن ندخل، فأرسل إليه محمد: لقد خرجت وما أريد أن أقاتلك، ورجعت وما أريد أن أقاتلك، دعنا ندخل، فلنقض نسكنا، ثم نخرج عنك. فأبى، ومعنا البدن قد قلدناها، فرجعنا إلى المدينة، فكنا بها حتى قدم الحجاج، وقتل ابن الزبير، ثم سار إلى العراق، فلما سار مضينا فقضينا نسكنا، وقد رأيت القمل يتناثر من محمد ابن الحنفية، ثم رجعنا إلى المدينة، فمكث ثلاثة أشهر، ثم توفي.

قلت: هذا خبر صحيح، وفيه أنهم قضوا نسكهم بعد عدة سنين.

وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن صالح بن كيسان، عن الحسن بن محمد ابن الحنفية قال: لم يبايع أبي الحجاج لما قتل ابن الزبير، فبعث إليه: قد قتل عدو الله. فقال أبي: إ ابايع الناس بايعت. قال: والله لأقتلنك، قال: إن لله في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة، في كل لحظة منها ثلاثمائة وستون قضية، فلعله أن يكفيناك في قضية. قال: فكتب بذلك الحجاج إلى عبد الملك، فأتاه كتابه فأعجبه، وكتب به إلى صاحب الروم، وذلك أن ملك الروم كتب إليه يتهدده، أنه قد جمع له جموعا كثيرة. ثم كتب عبد الملك: قد عرفنا أن محمدا ليس عنده خلاف، وهو يأتيك ويبايعك فارفق به. فلما اجتمع الناس قال ابن عمر له: ما بقي شيء، فبايع، فكتب بالبيعة إلى عبد الملك، وبايع له الحجاج.

وقال إسحاق بن منصور السلولي: حدثنا الربيع بن المنذر، عن أبيه، أنه رأى على محمد ابن الحنفية حبرة تجلل الإزار، وكان له برنس خز.

وقال ابن عيينة: حدثنا أبو إسحاق الشيباني: أنه رأى محمد ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>