ذكره الشريف عز الدّين، فقال: كان أحد العلماء المشهورين والأئمة المذكورين، جامعًا لفنون من العلم، معروفًا بالصلاح والدّين، معظمًا عند الخاصة والعامة، مطرحًا للتكلف، كثير السعي في قضاء حوائج الناس على سمت السلف الصالح، توفي في ثالث عشر المحرم بقوص.
٢٤٣ - علي ابن شيخ الأطباء رضي الدّين يوسف بن حيدرة، الرحبي، ثم الدّمشقيّ، الحكيم شرف الدّين.
ولد سنة ثلاثٍ وثمانين وخمسمائة. وقرأ الطب على والده وبرع فيه وأتقنه وصنف، وأخذ أيضًا عن الموفق عبد اللطيف، وحرر عليه كثيرًا من العلوم وقرأ العربية على السخاوي. ولما احتضر المهذب عبد الرحيم الدخوار جعله مدرس مدرسته. وكان منهمكًا على علم النجوم، زائغًا عن الطريق، معثرًا، نسأل الله السلامة.
ومن جهله أنه قال للمشتغلين: بعد قليلٍ أموت وذلك عند قران الكوكبين. ثم يقول: قولوا للناس هذا حتى يعرفوا مقدار علمي في حياتي وعلمي بوقت موتي.
إلا أنه كان محققًا للطب، صنف فيه كتاب خلق الإنسان وهيئة أعضائه ومنفعتها أحسن فيه ما شاء.
ومات في المحرم عن أربعٍ وثمانين سنة.
٢٤٤ - غازي بن حسن التركماني، الرجل الصالح.
قال الشيخ قطب الدّين: كان متعبدًا، صالحًا، صوامًا، منعزلًا عن الناس. يدخل بعلبك أيام الجمع. وكان سليم الصدر. توفي في الزاوية التي له بدورس. وقيل: إنه جاوز مائة سنة، رحمه الله.