وقال سعيد الآدم: قال العلاء بن كثير: الليث بن سعد سيدنا، وإمامنا، وعالمنا.
قال محمد بن سعد: كان الليث قد استقل بالفتوى في زمانه.
قلت: ومناقب الليث كثيرة، وعلمه واسع، وقد وقع لي من عواليه، لكن اليوم ليس على وجه الأرض في عام ستة وعشرين وسبع مائة من بينه وبين الليث ستة أنفس، وهذا علو لا نظير له أصلا، ولقد كتبت نسخة أبي الجهم من بضع وثلاثين سنة فرحا بعلوها في ذلك الوقت، وسمعتها من ستين شيخا، وهي الآن مروية بالسماع، ولو رحل اليوم الطالب من مس رة ألف فرسخ لإدراكها، وغرم مائة دينار، لكان له الحظ الأوفر، نعم.
قال خالد بن عبد السلام الصدفي: شهدت جنازة الليث مع والدي، فما رأيت جنازة قط أعظم منها، ورأيت الناس كلهم عليهم الحزن، وهم يعزي بعضهم بعضا ويبكون، فقلت: يا أبت، كأن كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة، فقال: يا بني لا ترى مثله أبدا.
قال أبو عبيد، ومحمد بن رمح، وجماعة: مات الليث سنة خمس وسبعين ومائة، زاد بعضهم في شعبان، وقال بعضهم: ليلة الجمعة منتصف شعبان - رضي الله عنه -.
٢٤٣ – ع: مالك بن أنس.
هو الإمام العلم، شيخ الإسلام أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، والحارث هو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن عامر بن ربيعة بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وإلى قحطان جماع اليمن، وقيل: ذو أصبح من حمير؛ المدني الأصبحي، حليف عثمان بن