للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - الأخطل النصراني الشاعر اسمه غياث بن غوث التغلبي، شاعر بني أمية.

وهو من نظراء جرير والفرزدق، لكن تقدم موته عليهما.

وقد قيل للفرزدق: من أشعر الناس؟ قال: كفاك بي إذا افتخرت، وبجرير إذا هجا، وبابن النصرانية إذا امتدح.

وكان عبد الملك بن مروان يجزل عطاء الأخطل ويفضله في الشعر على غيره.

وله:

والناس همهم طول الحياة ولا أرى طول الحياة يزيد غير خبال وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الأعمال قال محمد بن سلام: حدثني محمد بن عائشة، قال: قال إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل: خرجت مع أبي إلى دمشق، فإذا كنيسة، وإذا الأخطل في ناحيتها، فسأل عني فأخبر، فقال: يا فتى إن لك شرفا وموضعا، وإن الأسقف قد حبسني، فأنا أحب أن تأتيه وتكلمه في إطلاقي، قلت: نعم، فذهبت إلى الأسقف، فقال لي: مهلا، أعيذك بالله أن تكلم في مثل هذا، فإنه ظالمٌ يشتم الناس ويهجوهم، فلم أزل به حتى قام معي، فدخل الكنيسة فجعل يتوعده ويرفع عليه العصا، ويقول: تعود؟ وهو يتضرع إليه ويقول: لا، قال: فقلت: يا أبا مالك، تهابك الملوك وتكرمك الخلفاء، وذكرك في الناس! فقال: إنه الدين، إنه الدين.

وعن أبي عبيدة قال: لما أنشد الأخطل كلمته لعبد الملك التي يقول فيها:

شمس العداوة حتى يستقاد لهم وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا قال: خذ بيده يا غلام فأخرجه ثم ألق عليه من الخلع ما يغمره، ثم قال: إن لكل قومٍ شاعرا، وإن شاعر بني أمية الأخطل، فمر به جرير، فقال: كيف تركت خنازير أمك؟ قال: كثيرة، وإن أتيتنا قريناك منها، قال: فكيف تركت أعيار أمك؟ قال: كثيرة، وإن أتيتنا حملناك على بعضها.

وعن الأصمعي قال: دخل الأخطل على عبد الملك، فقال: ويحك،

<<  <  ج: ص:  >  >>