للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن الأمير سيحسن إليك، فقدم بها على طاوس الجند (١)، فأراده على أخذها فأبى، فغفل طاوس، فرمى بها الرجل في كوّة البيت، ثم ذهب، وقال: أخذها، ثم بلغهم عن طاوس شيء يكرهونه، فقال: ابعثوا إليه، فليبعث إلينا بمالنا، فجاءه الرسول، فقال: المال الذي بعث به الأمير، قال: ما قبضت منه شيئاً، فرجع الرسول، وعرفوا أنّه صادقٌ، فبعثوا إليه الرجل الأول، فقال له: المال الذي جئتك به، قال: هل قبضت منك شيئاً؟! قال: لا، قال: فانظر حيث وضعته، فمدّ يده، فإذا بالصّرّة قد بنت عليها العنكبوت، فأخذها.

روى عبد الرزّاق، عن أبيه قال: توفي طاوس بمزدلفة، أو بمنى، فلما حمل أخذ عبد الله بن الحسن (٢) بقائمة السرير، فما زايله حتى بلغ القبر.

قال عبد الله بن شوذب: شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمسٍ ومائة.

وقال الواقديّ: والهيثم بن عديّ، ويحيى القطّان وآخرون: توفي سنة ستٍّ ومائة، وقيل: سنة بضع عشرة، وهو غلط.

وقيل: توفي يوم التّروية من ذي الحجّة، وصلى عليه الخليفة هشام، ثم بعد أيام صلّى هشام بالمدينة على سالم بن عبد الله.

وأخباره مستوفاة في التهذيب (٣).

١٠٤ - م ٤: طلق بن حبيب العنزي البصريّ.

عن: ابن عبّاس، وجابر بن عبد الله، وأنس، وابن الزّبير، والأحنف بن قيس. وعنه: منصور، والأعمش، وسليمان التّيمي، وعوف الأعرابيّ، ومصعب بن شيبة، وجماعة.

وكان صالحاً عابداً شديد البرّ بأمه، طيّب الصّوت بالقرآن، فعن طاوس قال: ما رأيت أحداً أحسن صوتاً منه، وكان ممّن يخشى الله.


(١) بلد معروف باليمن.
(٢) هو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب والد إبراهيم ومحمد النفس الزكية.
(٣) تهذيب الكمال ١٣/ ٣٥٧ - ٣٧٤. وتنظر حلية الأولياء ٤/ ٣ - ٢٣.