وسمع بمدن كثيرة، وألف معجم البلدان التي سمع بها، وصنف كتاب الأنساب، وكتاب ذيل تاريخ بغداد، وكتاب تاريخ مرو، وعاد إلى وطنه سنة ثمان وثلاثين، فتزوج وولد له أبو المظفر عبد الرحيم، فاعتنى به، وأسمعه الكثير، ورحل به إلى نيسابور ونواحيها، وهراة ونواحيها، وبلخ، وسمرقند، وبخارى، وصنف له معجما، ثم عاد به إلى مرو، وألقى بها عصى الترحال، وأقبل على التصنيف والإملاء والوعظ والتدريس؛ درس بالمدرسة العميدية، وكان عالي الهمة في الطلب، سريع الكتابة جدا، مجتهدا، مضبوط الأوقات، كتب عمن دب ودرج، وجمع معجمه في عشر مجلدات كبار.
قال أبو عبد الله ابن النجار: سمعت من يذكر أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ، وهذا شيء لم يبلغه أحد، وكان مليح التصانيف، كثير النشوار والأناشيد، لطيف المزاج، ظريفا، حافظا، واسع الرحلة، ثقة، صدوقا، دينا، جميل السيرة، سمع منه مشايخه وأقرانه، وحدثنا عنه جماعة من أهل خراسان، وبغداد.
قلت: روى عنه أبو القاسم ابن عساكر، وابنه القاسم، وأبو أحمد ابن سكينة، وعبد العزيز بن منينا، وأبو روح عبد المعز الهروي، وأبو الضوء شهاب الشذياني، والافتخار عبد المطلب الهاشمي، وابنه أبو المظفر عبد الرحيم بن السمعاني، ويوسف بن المبارك الخفاف، وأبو الفتح محمد ابن محمد بن عمر الصائغ، وآخرون.
ذكر مصنفاته في تاريخ ابن النجار، وذكر أنه نقلها من خطه:
الذيل على تاريخ الخطيب أربعمائة طاقة، تاريخ مرو خمسمائة طاقة، طراز الذهب في أدب الطلب مائة وخمسون طاقة، الإسفار عن الأسفار خمس وعشرون طاقة، الإملاء والاستملاء خمس عشرة طاقة، معجم البلدان خمسون طاقة، معجم الشيوخ ثمانون طاقة، تحفة المسافر مائة وخمسون طاقة، التحف والهدايا خمس وعشرون طاقة، عز العزلة سبعون طاقة، والأدب في استعمال الحسب خمس طاقات، المناسك ستون