قال الأبّار: كان مقرئاً، نحويّاً، لغويا، معلّماً بذلك. توفّي لعلّ في أواخر سنة ثمانٍ هذه.
وقال ابن مسدي: أخبرنا السّخّان سنة أربع عشرة وستمائة - فذكر أحاديث.
٤٨٦ - يحيى بن عبد المعطي بن عبد النّور، الشيخ زين الدّين أبو الحسين الزّواويّ المغربيّ النّحويّ الفقيه الحنفيّ.
ولد سنة أربعٍ وستّين وخمسمائة. وسمع بدمشق من القاسم ابن عساكر، وغيره. وصنّف التّصانيف الأدبية كـ الفصول والألفية. وأقرأ النّحو بدمشق مدّة، ثمّ بمصر. وتصدّر بالجامع العتيق، وحمل الناس عنه.
وكان إماماً مبرّزاً في علم اللّسان، شاعراً محسناً. وكان أحد الشهود بدمشق وما له ما يقوم بكفايته؛ فحضر مع العلماء عند الملك الكامل، وكان الكامل على ذهنه مسائل من العربية، فسألهم فقال: زيد ذهب به يجوز في زيدٍ النصب؟ فقالوا: لا، فقال ابن معط: يجوز النصب على أن يكون به المرتفع يذهب المصدر الّذي دلّ عليه ذهب وهو الذّهاب. وعلى هذا فموضع الجار والمجرور الّذي هو به النّصب، فيجيء من باب: زيد مررت به. إذ يجوز في زيد النصب وكذلك هاهنا. فاستحسن السلطان جوابه وأمره بالسفر إلى مصر، فسافر إليها، وقرّر له معلوماً جيداً، لكنّه لم تطل حياته بعد.
قال القاضي ابن خلّكان: هو أحد أئمّة عصره في النّحو واللّغة. أقرأ بدمشق خلقاً كثيراً، وصنّف. ثمّ أرغبه الملك الكامل فانتقل إلى مصر، وأشغل بها. وزاواوة: قبيلة كبيرةٌ بظاهر بجاية من عمل إفريقية.
قلت: وهو من أهل الجزائر.
قرأ العربيّة على أبي موسى عيسى بن يللبخت الجزوليّ. وورد دمشق، وخدم في مواضع جليلة. وكانت له حلقة إشغال بالتّربة العادلية. ولمّا حضر