للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٢ - مسلمة بن محمد بن مسلمة بن سعيد بن بتري (١)، أبو محمد الإيادي الأندلسي، ابن أخي خطاب بن مسلمة الزاهد.

وكان هذا أيضًا زاهدًا متبتلًا، فقيهًا عارفًا بمذهب مالك. سمع وهب بن مسرة، وابن عون الله، وبمكة أبا بكر الآجري، وقرئت عليه المدونة وغيرها.

وتوفي في هذا العام، وشيعه خلق عظيم (٢).

قرأ عليه أبو عمر بن عبد البر جزءين من حديثه.

٣٣ - مقلد بن المسيب بن رافع، حسام الدولة أبو حسان العقيلي صاحب الموصل.

كان أخوه أبو الذواد محمد أول من تغلب على الموصل، وملكها في سنة ثمانين وثلاثمائة، وملك حسام الدولة بعده في سنة سبع وثمانين. وكان أعور، له سياسة وحسن تدبير، واتسعت مملكته. نفذ إليه الخليفة القادر بالله اللواء والخلع، فاستخدم من الترك والديلم ثلاثة آلاف فارس، وأطاعته عرب خفاجة.

وله شعر وسط، وفيه رفض وحش. قتله في هذا العام غلام له تركي في صفر، فيقال: قتله لأنه سمعه يوصي رجلًا من الحاج أن يسلم على رسول الله ويقول: قل له لولا صاحباك لزرتك؛ فأخبرنا محمد بن النحاس، قال: أخبرنا يوسف الساوي، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا أبو علي البرداني، قال: أخبرنا أبي والحسن بن طالب البزاز وابن نبهان الكاتب، قالوا: أراد رجل الحج، فأحضره الأمير مقلد وقال: اقرأ على النبي السلام وقل له: لولا صاحباك لزرتك. قال الرجل: فحججت وأتيت المدينة، ولم أقل ذلك إجلالًا، فنمت، فرأيت النبي في منامي، فقال: يا فلان، لم لا تؤد الرسالة؟ فقلت: يا رسول الله أجللتك، فرفع رأسه إلى رجل قائم فقال: خذ هذا الموسى واذبح به، يعني مقلدًا، فوافيت إلى العراق، فسمعت أن الأمير مقلد ذبح على فراشه، ووجد الموسى عند


(١) قيده ابن ناصر الدين في التوضيح ١/ ٦٨٢.
(٢) من تاريخ ابن الفرضي (١٤٢٤).