أصحاب الإمام أحمد، وصار أوحد وقته، ونسيج وحده، ولم أسمع في جميع عمري من يقرأ الفاتحة أحسن ولا أصحّ منه، وكان جمال العراق بأسره، وكان ظريفًا كريمًا، لم يخلّف مثله في أكثر فنونه.
قلت: قرأ عليه القراءات: شهاب الدين محمد بن يوسف الغزنوي، وتاج الدين أبو اليُمن الكندي، وعبد الواحد بن سلطان، وأبو الفتح نصر الله بن علي بن الكيال الواسطي، والمبارك بن المبارك بن زُريق الحداد، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن هارون الحلّي المعروف بابن الكال المقرئ، وصالح بن علي الصرصري، وأبو يعلى حمزة بن علي بن القبيطي، وأبو أحمد عبد الوهاب بن سُكينة، وزاهر بن رستم نزيل مكة، وحدّث عنه: محمود بن المبارك بن الداريج، ويحيى بن طاهر الواعظ، وإسماعيل بن إبراهيم بن فارس السيبي، وعبد الله بن المبارك بن سكينة، وعبد العزيز بن منينا، وتلميذه الكندي، وعليه تلقّن القرآن وتعلم العربية.
وتوفي في ثامن وعشرين ربيع الآخر، وصلى عليه الشيخ عبد القادر الجيلي.
قال ابن الجوزي: قد رأيت أنا جماعة من الأكابر، فما رأيت أكثر جمعًا من جمعه.
قال عبد الله بن جرير القرشي: دُفن من الغد بباب حرب عند جده على دكة الإمام أحمد، وكان الجمع كثيرًا جدًا يفوت الإحصاء، وغلّق أكثر البلد في ذلك اليوم.
٢٤ - عبد الله بن علي بن عبد العزيز بن فرج الغافقي، القرطبي، أبو محمد.
روى عن: أبي محمد بن رزق، وأبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني.
قال ابن بشكوال: كان فقيهًا، حافظًا، متيقظًا، توفي في ربيع الآخر.
٢٥ - عبد الله بن نصر بن عبد العزيز بن نصر، أبو محمد المرندي.