وفيها مات أبو محمد ابن النَّسويّ صاحب شرطة بغداد عن نيِّفٍ وثمانين سنة.
وفيها حاصر عطّية بن صالح بن مرداس الكلابيّ الرَّحبة، وضيَّق عليهم فتملّكها.
وفيها توفِّيت قطر النَّدى أمُّ القائم بأمر الله، وقيل: اسمها بدر الدُّجى، وقيل: علم؛ وهي أرمنيّة الجنس، ماتت في عشر التّسعين.
وفيها ولي دمشق تمام الدّولة سبكتكين التُّركيّ للمستنصر، فمات بها بعد ثلاثة أشهر ونصف بدمشق.
سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
فيها ولي الوزارة للقائم بأمر الله أبو الفتح منصور بن أحمد بن دارست.
وفيها قلد طراد الزينبي نقابة النقباء ولقب: الكامل ذا الشرفين.
وفيها ولي شمس الدّين أسامة نقابة العلوييّن ببغداد، ولقِّب: المرتضى.
وفيها توفّي شكر الحسينيّ أمير مكّة.
وولي على دمشق الأمير حسام الدّولة، ثمّ عزل بعد أشهر بولد ناصر الدّولة ابن حمدان.
سنة أربع وخمسين وأربعمائة.
فيها زوَّج الخليفة بنته بطغرلبك بعد أن دفع بكلّ ممكن وانزعج واستعفى، ثمّ لان لذلك برغم منه، وهذا أمر لم ينله أحد من ملوك بني بويه مع قهرهم للخلفاء وتحكّمهم فيهم.
وفيها عزل ابن دارست من وزارة الخليفة لعجزه وضعفه، وعاد إلى الأهواز؛ وبها توفّي سنة سبع وستّين. وولي الوزارة فخر الدّولة أبو نصر بن جهير وزير نصر الدّولة ابن مروان صاحب ديار بكر.
ورخصت الأسعار بالعراق، ولطف الله.
وفي ربيع الأوّل غرقت بغداد، ودخل الماء في الدُّروب، ووقعت الحيطان، ووقع بردٌ كبار، الواحدة نحو الرّطل، فأهلك الثِّمار والغلال، وبلغت دجلة إحدى وعشرين ذراعاً، وضايق الماء الوحوش وحصرهم، فلم