للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقتضت الأبكار، وعملا ما لا تعمله التتار، وغلت الأسعار. وسار كمشتكين القيصري إلى واسط، فتبعه سيف الدولة بالعرب وهزمهم.

وفي جمادى الآخرة، كان المصاف الخامس بين بركياروق ومحمد على باب خوي، فانهزم عسكر محمد، وانهزم هو إلى أرجيش من أعمال خلاط، ثم سار إلى خلاط، واتصل به الأمير علي صاحب أرزن الروم.

وفي رجب قبض الخليفة على وزيره سديد الملك أبي المعالي، وحبس. وولي النظر في الوزارة أبو سعيد بن الموصلايا الملقب بأمين الدولة.

وفيها سار الملك دقاق إلى الرحبة وحاصرها، وتسلمها وحصنها، ورجع وتسلم أيضا حمص بعد صاحبها جناح الدولة.

وفيها قدمت عساكر مصر، فحاصرت يافا وبها الفرنج، ثم التقوا هم والفرنج، فهزموهم، وقتلوا من الفرنج أربعمائة، ودخلوا بثلاثمائة أسير. ثم جاء خلق من الفرنج في البحر لزيارة بيت المقدس.

وفيها كان الحصار مستمراً على طرابلس، والناس من الفرنج بالشام في بلاءٍ شديد.

وفيها نازلت الفرنج الرستن، ثم ترحلوا، وجرت لهم وقعات، واستولوا على شيء كثير من الشام، وهادنهم أمراء البلاد على مالٍ يؤدونه إليهم كل عام، فلا قوة إلا بالله.

[سنة سبع وتسعين وأربعمائة]

في ربيع الآخر، وقع الصلح بين السلطانين بركياروق ومحمد؛ وكان سببه أن الحرب لما تطاولت بينهما وعم الفساد، وصارت الأموال منهوبة، والدماء مسفوكة، والبلاد مخربة، والسلطنة مطموعاً فيها، محكوماً عليها، وأصبح الملوك مقهورين بعد أن كانوا قاهرين، وكان بركياروق حاكماً حينئذ على الري، والجبال، وطبرستان، وفارس، وديار بكر، والجزيرة، والحرمين، وهو منعم بالري، وكان محمد بأذربيجان وهو حاكم عليها وعلى أرمينية، وأران، وأصبهان، والعراق جميعه سوى تكريت، وبعض البطائح، وأما خراسان فإن السلطان سنجر كان يخطب له فيها جميعها، ولأخيه محمد،

<<  <  ج: ص:  >  >>