إسلام أبي طالب، غير أنه كان مكثرا من كتب الحديث، وله به أنسة، وتوفي سنة خمس.
وقد قال ابن أبي طيئ: كان عبد الرحمن الخزاعي من أعلم الناس بالحديث، وأبصرهم به وبرجاله حدثنا شيخنا رشيد الدين، عن أبيه، قال: حضرت مجلس الإمام الخزاعي، فكان في مجلسه أكثر من ثلاثة آلاف محبرة مستملي. وكان إذا قيل له في الحديث: هل جاء في الصحيحين؟ قال: ذروني من المكسورين، والله لو حوققنا، وأنصف الناس فيهما لما سلم لهما إلا القليل.
قال: وما سئل عن حديثٍ إلا وعرف علته وصحته من سقمه، وكان يقول: أذاكر بمائة ألف حديث، وأحفظ مائة ألف حديث.
وكان يقول: لو أن لي سلطانا يشد على يدي، لأسقطت خمسين ألف حديث يعمل بها، ليس لها صحة ولا أصل.
قلت: عين ما مدحه به ابن أبي طيئ من هذه الفضائل هو عين ما نذمه به، فإن هذا كلام من في قلبه غل على الإسلام وأهله، لا بارك الله فيه.
١٤٧ - عبد الرحمن بن أحمد بن شاه، الفقيه أبو أحمد السيقذنجي. نسبة إلى قريةٍ على ثلاثة فراسخ من مرو، كان يعرف بفقيه الشاه.
سمع الإمام أبا بكر عبد الله بن أحمد القفال، وعبد الرحمن بن أحمد الشيرنخشيري، وغيرهما.
ذكره ابن السمعاني في الأنساب وقال: حدثنا عنه محمد بن أبي بكر السنجي، وأبو حنيفة محمد بن النعمان، ومحمد بن أبي سعيد، وغيرهم.
قال: توفي بعد سنة خمسٍ وثمانين وأربعمائة.
١٤٨ - عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي نصر السقاء النيسابوري الصوفي، أبو نصر.
له حال عجيب في السماع، سمع عبد الرحمن النصرويي، وحدث.