للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله:

أحبُّ المرء ظاهرُه جميلٌ … لصاحبه وباطنُه سليمُ

مودتُه تدومُ لكل هولٍ … وهل كلُ مودتُه تدوم؟ (١)

وله:

ولقد دُفِعتُ إلى الهموم تنوبني … منها ثلاثُ شدائد، جُمعنَ لي

أسفٌ على ماضي الزمان، وحيرةٌ … في الحال منه، وخشيةُ المستقبل

ما إن وصلتُ إلى زمان آخرٍ … إلا بكيتُ على الزمان الأول

وله:

حيث انتهيتَ من الهجران لي فقفْ … ومن وراء دمي بيضُ الظبا فخفِ

يا عابثًا بِعداتِ الوصل يُخلفُها … حتى إذا جاء ميعادُ الفراق يَفي

اعدِلْ كفاتن قدٍ منك معتدِلٍ … واعطف كمائل غصن منك منعطفِ

ويا عذولي ومن يُصغي إلى عذلي … إذا رنا أحورُ العينين لا تقفِ

تلوّم قلبي أن أصماه (٢) وناظره … فيمَ اعتراضُك بين السهم والهدفِ

سلوا عقائِل هذا الحي أي دمٍ … للأعين النجل عند الأعيُن الذُرُفِ

يستوصفون لساني عن محبتهم … وأنت أصدقُ، يا دمعي، لهم فصفِ

ليست دموعي لنار الشوق مطفئة … وكيف؟ والماءُ بادٍ واللهيبُ خفي

لم أنسَ يوم رحيل الحي موقفَنا … والعيسُ تطلعُ أولاها على شُرُفِ

وفي المحامل تخفى كل آنسةٍ … إن ينكشف سجفُها للشمس تنكسفِ

تبين عن معصمٍ بالوهم ملتزم … منها، وعن مبسم باللحظ مُرتَشفِ

في ذمة الله ذاك الركب إنهم … ساروا وفيهم حياةُ المُغرم الدنفِ

فإن أعِش بعدهم فردًا فواعجبًا … وإن أمتُ هكذا وجدًا فيا أسفي

وله من أبيات:

قلبي وشعري أبدًا للورى … يصبح كل وحماه مُباح

ذا لملوك العصر فيما أرى … نهب، وهذا لوجوه الملاح


(١) كتب المصنف في حاشية نسخته التي بخطه: "البيت الثاني يقرأ معكوسًا".
(٢) أي: رماه فقتله مكانه.