للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحُسن للحسناء مستجمع … والحظ لا متع عند القباح وله:

قفْ يا خيالُ وإن تساوينا ضنا … أنا منك أولى بالزيارة مُهنا

نافستُ طيفي في خيالي ليلةً … في أن يزورَ العامرية أيُّنا

فسريتُ أعتجرُ الظلامَ إلى الحمى … ولقد عناني من أميمة ما عنا

وعقلتُ راحلتي بفضل زمامِها … لما رأيتُ خيامهم بالمُنحنى

لما طرقتُ الحيَّ قالت خيفةً: … لا أنت إن علم الغيورُ ولا أنا

فدنوت طوع مقالها متخفيًا … ورأيت خطبَ القوم عندي أهونا

حتى رفعت عن المليحة سجفها … يا صاحبي فلو أن عينك بيننا

سترت مُحيّاها مخافةَ فتنتي … بنقابها (١) عني، فكانت أفتنا

وتجرّدتْ أعطافُها من زينة … عمدًا، فكان لها التجرد أزينا

وتكاملت حسنا ولو قرنت لنا … بالحسن إحسانا لكانت أحسنا

قسمًا بما زار الحجيجُ وما سعوا … زُمرًا، وما نحروا على وادي منى

ما اعتاد قلبي ذكرَ من سكن الحِمى … إلا استطار وملّ صدري مسكنا

وله:

لو كنتُ أجهلُ ما علمتُ، لسرّني … جهلي، كما قد ساءني ما أعلمُ

كالصّعو يرتع في الرياض، وإنما … حُبس الهزارُ لأنه يترنمُ

وله:

سهامُ نواظرٍ تُصمي الرمايا … وهنّ من الحواجب في حنايا

ومن عجب سهامٌ لم تفارقْ … حناياها وقد جرحتْ حشايا

نهيتكُ أن تناضِلها فإني … رميتُ فلم يُصب قلبي سوايا

جعلتُ طليعتي طرفي سفاها … فدلّ على مقاتلي الخفايا

وهل يُحمى حريمٌ من عدوٍ … إذا ما الجيشُ خانته الربايا

هززن من القدود لنا رماحًا … فخلّينا القلوبَ لها ردايا

ولي نفَسٌ إذا ما امتدّ شوقًا … أطار القلبَ من حُرَقٍ شظايا


(١) كتب المصنف في حاشية نسخته: "خ: ببنانها"، يعني أنها جاءت كذلك في نسخة.