للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٩٢ - المطهّر بن عبد الكريم بن محمد بن عثمان. الهمذاني القومساني.

روى عن عبد الرحمن ابن الدوني، وناصر بن مهدي، وعنه الحافظ أبو محمد المقدسي، وغيره.

وناصر المذكور هو ابن مهدي بن نصر بن علي بن نصر بن عبدان، أبو علي المشطّب الهمذاني. بكّر به أبوه أبو الحسن المشطّب فأسمعه سنن الحلواني من علي بن شعيب بن عبد الوهاب الهمذاني، وكان علي بن شعيب مسند همذان في زمانه. روى عن أوس الخطيب، وجبريل العدل، وأبي أحمد الغطريفي، وإسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان، وطائفة، روى عنه علي بن الحسين، وابن ممان. وناصر هذا، وأحمد بن عمر البيّع، وكان ثقة، صدوقًا، صالحًا.

قال الحافظ شيرويه: سمعت أبا بكر الأنصاري يقول: لما رجع الشيخ محمد بن عيسى، شيخ الصوفية، إلى همذان استقبله الخاص والعام، وكان علي بن شعيب مع من استقبله، وكان راجلًا، رثّ الهيئة، فكان أبو منصور محمد بن عيسى لا ينزل لأحد، لا للأشراف ولا للوجوه، وإنما يصافحهم راكبًا. فلما رأى علي بن شعيب نزل عن دابته وعانقه وبجله، ومشى معه ساعة حتى سأله أن يركب فركب.

قلت: كان ابن شعيب باقيًا بعد الثلاثين وأربع مائة.

٣٩٣ - أبو بكر بن إسماعيل الحراني الزاهد.

ذكره الحافظ عبد القادر فقال: كان من مفاريد الزمان. اجتمعت فيه من خلال الخير أشياء لو سطرت كانت سيرة. كان زاهدًا، ورعًا، مجاهدًا، مجتهدًا، متواضعًا، ذا عزائم خالصة، بصيرًا بآفات أعمال الآخرة وعيوب الدنيا، ذا تجارب، ساح وخالط، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم، منقادًا للحق، محبًا للخمول، عاريًا من تزيّ أهل الدين. ظاهرًا لا يستوطن المواضع. كان تارةً يكون معممًا، وتارةً بغير عمامة، وتارة محلوقًا وتارة بشعر. إذا وقف بين جماعة لا يعرفه الغريب، ولم يكن له في المسجد موضع يعرف به.

<<  <  ج: ص:  >  >>