وفيها ولي إمرة دمشق سَهْم الدولة ساتكين الحاكمي، فولِيها سنتين وثلاثة أشهر.
سنة سْبع وأربعمائة
فيها احترق مشهد الحسين رضي الله عنه بكربلاء من شمعتين سقطتا في جوف الليل على التأزير.
وفيها احترقت دار القطن ونهر طابق.
وفيها وقعت القُبة الكبيرة التي على الصخرة ببيت المقدس.
وفيها هاجت الفتنة بين الشيعة والسُّنة بواسط، ونُهبت دور الشيعة والزيدية وأُحرِقَت، وهرب وجوه الشيعة والعلويين، فقصدوا علي بن مَزْيَد واستنصروا به.
وفيها خُلع على أبي الحسن بن الفضل الرّامَهُرْمُزِي خِلَعُ الوزارة من قِبل سلطان الدولة، وهو الذي بنى سور الحائرِ بمشهد الحسين.
وفيها كانت وقعة بين سلطان الدولة أبي شجاع وبين أخيه أبي الفوارس بعد أن دخل شيراز وملكها.
وفيها افتتح محمود بن سُبُكْتكين خوارزم، ونقل أهلها إلى الهند.
ولم يخرج رَكْب من العراق.
[سنة ثمان وأربعمائة]
وقعت الفتنةُ بين السنة والشيعة وتفاقمت، وعمل أهل نهر القلائين بابا على موضعهم، وعمل أهلُ الكَرْخ بابا على الدقاقين، وقُتل طائفة على هذين البابين، فركب المقدام أبو مقاتل، وكان على الشرطة، ليدخل الكَرْخ، فمنعه أهلها وقاتلوه، فأحرق الدكاكين وأطراف نهر الدجاج، وما تهيأ له دخول.
قال هبة الله اللالكائي في كتاب السُّنة أو في غيره: فيها استتاب القادر بالله فُقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرؤوا مِن الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذ خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوه عاقبهم.
وضعفت دولة بني بُويه الدّيلم، وقدم بغداد سلطانُ الدولة، فكانت النوبة تُضْرَب له في أوقات الصلوات الخمس، وما تم ذلك لجده عَضُد الدولة.