للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورماها بالمنجنيق، فسلموها بالأمان. فأقام فيها نائباً، وحصنها وأصلحها وسار يريد سمرقند، ففارقها ملكها وتركها، وأرسل يطلب الصلح، ويضرع إلى نظام الملك ويعتذر، فصالحوه.

وسار ملكشاه بعد أن أقطع أخاه شهاب الدين تكش بلخ وطخارستان. ثم قدم الري، فمات ولده إياس، وكان فيه شر وشهامة، بحيث إن أباه كان يخافه، فاستراح منه.

وفيها بنيت قلعة صرخد، بناها حسان بن مسمار الكلبي.

سنة سبع وستين وأربعمائة.

قال ابن الأثير: قد ذكرنا في سنة خمس ما كان من تغلب الأتراك وبني حمدان على مصر، وعجز صاحبها المستنصر عن منعهم، وما وصل إليه من الشدة العظيمة، والفقر المدقع، وقتل ابن حمدان.

فلما رأى المستنصر أن الأمور لا تنصلح ولا تزداد إلا فساداً، أرسل إلى بدر الجمالي، وكان بساحل الشام، فطلبه ليوليه الأمور بحضرته، فأعاد الجواب: إن الجند قد فسدوا، ولا يمكن إصلاحهم، فإن أذنت لي أن أستصحب معي جنداً حضرت وأصلحت الأمور. فأذن له أن يفعل ما أراد. فاستخدم عسكراً يثق بهم وبنجدتهم، وسار في هذا العام من عكا في البحر زمن الشتاء، وخاطر لأنه أراد أن يهجم مصر بغتة. وكان هذا الأمر بينه وبين المستنصر سراً، فركب البحر في كانون الأول، وفتح الله له بالسلامة، ودخل مصر، فولاه المستنصر جميع الأمر، ولقبه أمير الجيوش فلما كان الليل بعث من أصحابه عدة طوائف إلى أمراء مصر، فبعث إلى كل أمير طائفة ليقتلوه ويأتوه برأسه، ففعلوا. فلم يصبحوا إلا وقد فرغ من أمراء مصر، ونقل جميع حواصلهم وأموالهم إلى قصر المستنصر، فعاد إليه جميع ما كان أخذ منه إلا ما تفرق في البلاد، وأعاد دولة المستنصر، وسار إلى دمياط، وكان قد تغلب عليها طائفة، فظفر بهم وقتلهم، وشيد أمرها. وسار إلى الإسكندرية فحاصرها

<<  <  ج: ص:  >  >>