وكان خطيباً مفوهاً بليغاً شاعراً يتقعر في كلامه وأسجاعه، ويؤدب بالعربية، ثم صار يخطب بين يدي المستنصر بالله في العيد، وفي قدوم الوفود، ثم ولي قضاء يابرة.
قال ابن الفرضي: سمعته يخطب مراراً في جامع الزهراء، ولم يحدث، توفي يوم الفطر.
٤٠١ - محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى، أبو الحسين البغدادي الحافظ.
ولد ببغداد في أول سنة ست وثمانين ومائتين، وأول سماعه سنة ثلاث مائة؛ سمع أحمد بن الحسن الصوفي، وحامد بن شعيب، والهيثم بن خلف، وعبد الله بن صالح البخاري، وقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن جرير الطبري، والباغندي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة الحراني، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن زبان المصريين، ومحمد بن خريم والحسين بن محمد بن جمعة، وابن جوصا، وخلقاً سواهم، بمصر، والشام، والرقة، والجزيرة، والكوفة، وواسط، وبغداد.
وجمع وصنف؛ روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو سعد الماليني، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، ومحمد بن أحمد الجارودي، والحسن بن محمد الخلال، وعلي بن المحسن التنوخي، وعبد الوهاب بن برهان، والحسن بن علي الجوهري، وخلق سواهم.
وقيل إنه من ولد سلمة بن الأكوع، وكان يقول: لا أعلم صحة ذلك.
قال الخطيب: كان ابن المظفر فهماً حافظاً صادقا.
وقال البرقاني: كتب الدارقطني عن ابن المظفر ألوف حديث.