الناس ناولني كيسا فيه ألف دينار، قال: ولا تعلم به ابني فتهون عليه.
وقال أبو حاتم: حدثنا سليم بن منصور قال: حدثنا أبي قال: أعطاني الليث ألف دينار.
قال علي بن خشرم: سمعت منصورا يقول: المتكلمون ثلاثة؛ الحسن البصري، وعمر بن عبد العزيز، وعون بن عبد الله. قلت: فأنت الرابع.
وقيل: إن الرشيد لما سمع وعظه قال: من أين تعلمت هذا؟ قال: تفل في في النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وقال لي: يا منصور، قل.
السراج: حدثنا أحمد بن موسى الأنصاري قال: قال منصور بن عمار: حججت فبت بالكوفة، فخرجت في الظلماء فإذا بصارخ يقول: إلهي، وعزتك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، ولقد عصيتك وما أنا بنكالك جاهل، ولكن خطيئة عرضت أعانني عليها شقائي وغرني سترك، فالآن من ينقذني؟ فتلوت هذه الآية (قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) فسمعت دكدكة، فلما كان من الغد مررت هناك، فإذا بجنازة، وإذا عجوز تقول: مر البارحة رجل فتلا آية، فتفطرت مرارته فوقع ميتا.
قال أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة: كنا عند ابن عيينة فجاء منصور بن عمار فسأله عن القرآن، فزبره وأشار بالعكاز إليه، وانتهره. فقيل: يا أبا محمد، إنه عابد. قال: ما أرى إلا شيطانا.
قال منصور: دخلت على سفيان بن عيينة، فحدثني ووعظته، فلما أثارت الأحزان دموعه رفع رأسه ورددها في عينيه، فقلت: هلا أسبلتها إسبالا، وتركتها تجري سجالا؟ قال: إن الدمعة إذا بقيت كان أبقى للحزن في الجوف.
قال سليم بن منصور: كتب بشر المريسي إلى أبي: أخبرني عن القرآن. فكتب إليه: عافانا الله وإياك، وجعلنا من أهل السنة، فإن يفعل فأعظم به منة، وإلا فهي الهلكة، نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة تشارك فيها السائل والمجيب، تعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس عليه، وما أعرف خالقا إلا الله، وما دونه مخلوق، والقرآن كلام الله، فانته بنفسك وبالمختلفين فيه معك إلى أسمائه التي سماه الله بها، ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين. رواها أبو الحسن الميموني وغيره عن سليم.