مَن لقلبٍ يألف الفكَرا ولعينٍ ما تذوق كَرا ولصبٍ بالغرام قضى ما قضى من حُبّكم وطَرا ويحَ قلبي من هوى قمر أنكرتْ عيني له القمرا حالفتْ أجفانَه سنة قتلتْ عُشّاقَه سهرا يا خليليّ اعذرا دنِفًا يصطفي في الحب من عذرا وذراني من ملامكُما إن لي في سلوتي نظرا وله:
سقى الله بالزوراء من جانب الغرب مهًا وردت ماء الحياة من القلب عفائف إلا عن مُعاقرة الهوى ضعائف إلا عن مغالبة الصبِ تظلّمت من أجفانهن إلى النوى سفاهًا، وهل يُعدى البعادُ على القُرب ولما دنا التوديع قلت لصاحبي حنانيك، سِر بي عن ملاحظة السرب إذا كانت الأحداق نوعًا من الظُبى فلا شك أن اللحظ ضربٌ من الضرب تقضّى زماني بين بينٍ وهجرةٍ فحتام لا يصحو فؤادي من الحب وأهوى الذي أهوى له البدرُ ساجدًا ألستَ ترى في وجهه أثر التربِ وأعجب ما في خمر عينيه أنها تضاعف سُكري كلما قللتُ شربي وما زال عوّادي يقولون: من به وأكتمهم حتى سألتهم: من بي فصرت إذا ما هزّني الشوق هزة أحلت عذولي في الغرام على صحبي وعند الصبا منا حديثٌ كأنه إذا دار بين الشرب ريحانة الشرب تنم عليه نفحة بابلية نمت من ثناياها إلى البارد العذب تُراحُ لها الأرواح حتى تظنها نسيم جمال الدين هبّ على الركب وخرج إلى مديح الوزير جمال الدين أبي المحاسن علي بن محمد.