للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثقه الخطيب، وقال (١): انتهى إليه علم الفرائض، وصنف فيها كُتبا، وتُوفي في ربيع الأول.

٨٤ - محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن يحيى بن حاتم الجُعفي، القاضي أبو عبد الله الكوفي الحنفي، العلامة المعروف بالهرواني، أحد الأئمة الأعلام.

قرأ القرآن على أبي العباس محمد بن الحسن بن يونس النحوي. وسمع من محمد بن القاسم المحاربي، وعلي بن محمد بن هارون، ومحمد بن جعفر بن رياح الأشجعي، وحدث ببغداد، وكان يُفتي بمذهب أبي حنيفة، ويُقرئ القرآن. قرأ عليه أبو علي غلام الهراس.

قال الخطيب (٢): كان ثقة، حدث ببغداد، قال: وكان من عاصره بالكوفة يقول: لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى وقته أحد أفقه منه (٣)، حدثني عنه غير واحد، وقال لي العتيقي: ما رأيت بالكوفة مثله.

قال أُبَيٌّ النرسي: كان على قضاء الكوفة سِنين، ثقة مأمون.

وقال غيره: وُلد سنة خمس وثلاثمائة.

وروى عنه أبو محمد يحيى بن محمد بن الحسن العلوي الأقساسي، وأبو الفرج محمد بن أحمد بن علان الكُرجي شيخ أبي الحسن بن غبرة، وأبو


= القرن الخامس، والمعروف أنهما أول المدارس المقامة في العالم الإسلامي. على أن الأمر قد لا يتعدى أن تكون هذه المدرسة من مدارس "المساجد" التي كانت تختص بتدريس مذهب معين ببغداد، وهي كثيرة قبل النظامية ومدرسة أبي حنيفة، ولكن قيمة النص تظهر في وجود طلبة مقيمين بها من أهل خوارزم، والمعروف عن مدارس المساجد أن الطلبة يقيمون بخانات مجاورة ولا يقيمون بالمساجد (انظر بحثنا عن التربية والتعليم المنشور في موسوعة تاريخ العراق، المجلد الثامن).
وابن أرسلان هو صاحب "تاريخ خوارزم" توفي سنة ٥٦٨.
(١) تاريخه ٣/ ٥٠٧.
(٢) تاريخه ٣/ ٥٠٨ - ٥٠٩.
(٣) هذه مبالغة ظاهرة، وقد علق المصنف في السير ١٧/ ١٠٢ على هذا بقوله: "بل كان بالكوفة بينه وبين ابن مسعود جماعة أفقه منه كعلقمة وعبيدة السلماني وجماعة، ثم كالشعبي وإبراهيم النخعي، ثم كحماد والحكم ومغيرة وعدة، ثم كابن شبرمة وأبي حنيفة وابن أبي ليلى وحجاج بن أرطاة، ثم كسفيان الثوري ومسعر والحسن بن صالح وشريك، ثم كوكيع وحفص بن غياث وابن إدريس وخلق".