رأيت مثله. وكان كثير التصانيف، فكان من أتاه من المحدثين قال: اقرأ من كتابك. ولا يخرج أصله، فتكلمنا في ذلك وقلنا: إما أن يكون من أحفظ الناس، وإما أن يكون من أكذب الناس. فاجتمعنا واتفقنا على أن نكتب له أحاديث من أحاديثه ونزيد فيها وننقص لنمتحنه، وأتيناه بها، فقال لي: اقرأ. فقرأتها عليه، فلما أتيت بالزيادة والنقص فطن لذلك، فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه وألحق النقصان وصححها كما كانت، فانصرفنا من عنده وقد طابت أنفسنا، وعلمنا أنه من أحفظ الناس.
قلت: وقال أبو الحسن ابن القطان: أبو جعفر مكي ثقة، جليل القدر، عالم بالحديث، مقدم في الحفظ. توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. سمع جده يزيد بن محمد بن حماد العقيلي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن موسى البلخي صاحب عبيد الله بن موسى، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. وعنه يوسف بن أحمد بن الدخيل المصري، وأبو بكر ابن المقرئ، وأبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي، وآخرون.
وكان مقيما بالحجاز، توفي بمكة في شهر ربيع الأول.
١٠٧ - مسرة المتوكلي، أبو شاكر الخادم.
روى عن الحسن بن عرفة، وأبي زرعة، وغيرهما. وعنه عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو بكر بن شاذان، والمعافى النهرواني.
قال الخطيب: كان غير ثقة، وضع على أبي زرعة.
١٠٨ - موسى بن إبراهيم بن شاهك، أبو عمران.
بغدادي سكن بلخ. وحدث عن العطاردي، والحسن بن عرفة. روى عنه إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي وقال: مات في المحرم.
١٠٩ - الهذيل بن عبد الله بن عبيد الله بن الهذيل، أبو زفر الضبي.