حكى عن الملك الأشرف موسى أن السهروردي جاءه رسولاً، فقال في بعض حديثه: يا مولانا تطلبت كتاب الشفاء لابن سينا من خزائن الكتب ببغداد، وغسلت جميع النسخ. ثم في أثناء الحديث قال: كان السنة ببغداد مرضٌ عظيم وموتٌ. فقلت: كيف لا يكون وأنت قد غسلت الشفاء منها.
قلت: وقد لبست الخرقة بالقاهرة من الشيخ ضياء الدين عيسى بن يحيى الأنصاري السبتي وقال: ألبسنيها الشيخ شهاب الدين بمكة في سنة سبعٍ وعشرين وستمائة.
توفي الشيخ في أول ليلة من السنة ببغداد.
١١٣ - عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن أبي نصر العلامة أبو حفص الفرغاني الحنفي، مدرس الطائفة الحنفية بالمستنصرية.
قدم بغداد واستوطنها. ودرس، واشتغل، وأفتى. وكان مع تفننه بالعلوم صاحب عبادةٍ وصلاحٍ ونسكٍ. وله النظم والنثر.
توفي في هذا العام.
وقد درس قبل بسنجار، وحدث عن الحافظ أبي بكر الحازمي، وغيره.
١١٤ - عيسى بن سليمان بن عبد الله بن عبد الملك، أبو موسى الرعيني الأندلسي المالقي المعروف بالرندي، لأنه نشأ برندة. وقد كنى نفسه أخيراً أبا محمد.
سمع ببلده من أبي محمد ابن القرطبي، وأبي العباس ابن الجيار. وبحصن اصطبة من إبراهيم بن علي الخولاني.
وحج وتوسع في الرحلة، وقدم دمشق فسمع بها الكثير من أبي محمد بن البن، والموجودين على رأس العشرين وستمائة.
قال الأبار: كان ضابطاً متقناً. كتب الكثير لكنه امتحن في صدره بأسر العدو فذهب أكثر ما جلب. وولي خطابة مالقة. وأجاز لي. ولم يمتع. وتوفي في ربيع الأول، وله إحدى وخمسون سنةً.
وقال ابن الحاجب: ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وكان محدثاً،