وروى عبد الله بن مصعب عن هشام، قال: وضع محمد بن علي - والد المنصور - وصيته عندي.
وروى الزبير بن بكار، عن عثمان بن عبد الرحمن، قال: قال المنصور لهشام بن عروة: يا أبا المنذر تذكر يوم دخلت عليك أنا وإخوتي مع أبي وأنت تشرب سويقاً بقصبة يراع، فلما خرجنا قال أبونا: اعرفوا لهذا الشيخ حقه فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقي. قال: لا أذكر ذلك يا أمير المؤمنين، فلاموه في ذلك، وقال: لم يعودني الله في الصدق إلا خيراً.
يونس بن بكير عن هشام قال: رأيت ابن عمر له جمة أظنها تضرب أطراف منكبيه.
وقال وكيع عن هشام قال: رأيت جابراً، وابن عمر ولكل منها جمة.
علي بن مسهر عن هشام قال: رأيت ابن الزبير إذا صلى العصر صفنا خلفه فصلى بنا ركعتين، ورأيته يصعد المنبر وفي يده عصا فيسلم، ثم يجلس ويؤذن المؤذنون فإذا فرغوا قام فتوكأ على العصا فخطب.
وروى عمر بن علي المقدمي، عن هشام بن عروة، أنه دخل على المنصور فقال: يا أمير المؤمنين اقض عني ديني، قال: وكم دينك؟ قال: مائة ألف، قال: وأنت في فقهك وفضلك تأخذ ديناً مائة ألف ليس عندك قضاؤها! قال: يا أمير المؤمنين، شب فتيان من فتياننا فأحببت أن أبوئهم وخشيت أن ينتشر علي من أمرهم ما أكره فبوأتهم، واتخذت لهم منازل وأولمت عنهم ثقة بالله، ثم بأمير المؤمنين، قال: فردد عليه مائة ألف!! استعظاماً لها، ثم قال: قد أمرنا لك بعشرة آلاف، فقال: يا أمير المؤمنين فأعطني ما أعطيت وأنت طيب النفس، فإني سمعت أبي يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من أعطي عطية وهو بها طيب النفس بورك للمعطي والمعطى. قال: فإني بها طيب النفس. وهذا حديث مرسل.
وروي أن هشاماً أهوى إلى يد المنصور يقبلها فمنعه وقال: يا ابن عروة إنا نكرمك عنها، ونكرمها عن غيرك.