الصاحبان، وقالا: قدم علينا طليطلة مجاهدا، وأجاز لنا في سنة تسع وثمانين.
٣٤٠ - عبد الله بن حامد بن محمد، أبو محمد النيسابوري الفقيه الواعظ.
كان أبوه من كبار تجار أصبهان، فسكن نيسابور، فتفقه أبو محمد على أبي الحسن البيهقي، وأخذ علم الكلام عن أبي علي الثقفي، وسمع أبا حامد ابن الشرقي ومكي بن عبدان، وارتحل إلى أبي علي بن أبي هريرة. وعاش ثلاثا وثمانين سنة، وصلى عليه الفقيه أبو بكر بن فورك. روى عنه الحاكم وأهل نيسابور.
٣٤١ - عبد الله بن أبي زيد الفقيه القيرواني، أبو محمد شيخ المالكية بالمغرب، اسم أبيه عبد الرحمن.
وكان أبو محمد قد جمع مذهب مالك، وشرح أقواله، وكان واسع العلم، كثير الحفظ، ذا صلاح وورع وعفة.
قال القاضي عياض: حاز رياسة الدين والدنيا، ورحل إليه من الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه. وهو الذي لخص المذهب، وملأ البلاد من تواليفه. تفقه بفقهاء بلده، وعول على أبي بكر ابن اللباد، وأخذ عن محمد بن مسرور الحجام، والعسال، وحج فسمع من أبي سعيد ابن الأعرابي، ومحمد بن الفتح، والحسن بن نصر السوسي، ودارس بن إسماعيل.
سمع منه خلق كثير من جميع الآفاق، منهم: الفقيه عبد الرحيم بن العجوز السبتي، والفقيه عبد الله بن غالب السبتي، وعبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الخولاني القيرواني، وخلق سواهم من علماء المغرب. وكان يسمى مالكا الصغير.