للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدم بغداد عميداً على العراق، ومات كهلاً قبل أبيه.

٨٣ - عليّ بن محمد بن عبيد الله بن حمزة، القاضي أبو الحسن الهاشميّ العبّاسيّ الفقيه الشّافعيّ.

سمع عبد الرحمن بن أبي نصر. وعنه جمال الإسلام.

٨٤ - عليّ بن محمد بن عليّ، أبو الحسن الصُّليحيّ، الخارج باليمن.

ذكره القاضي ابن خلِّكان فقال: كان أبوه قاضياً باليمن، سنِّيّ المذهب. وكان الدّاعي عامر بن عبد الله الزّواخيّ يلاطف عليّاً، فلم يزل به حتّى استمال قلبه وهو مراهق، وتفرَس فيه النّجابة. وقيل: كانت عنده حليته في كتاب الصُّور، وهو من الذّخائر القديمة، فأوقف عليّاً منه على تنقُّل حاله، وشرف مآله، وأطلعه على ذلك سرّاً من أبيه.

ثمّ مات عامر عن قريب، وأوصى لعليّ بكتبه، فعكف عليّ على الدّرس والمطالعة، فحصّل تحصيلاً جيدّاً. وكان فقيهاً في الدّولة المصريّة الإمامّية، مستبصراً في علم التّأويل، يعني تأويل الباطنيّة، وهو قلب الحقائق، ولبّ الإلحاد والزَّندقة. ثمّ إنه صار يحجّ بالنّاس على طريق السَّراة والطاّئف خمس عشرة سنة.

وكان النّاس يقولون له: بلغنا أنّك ستملك اليمن بأسره، فيكره ذلك، وينكر على قائله. فلمّا كان في سنة تسعٍ وعشرين وأربعمائة، ثار عليٌ بجبل مسار، ومعه ستّون رجلاً، قد حلفوا له بمكّة على الموت والقيام بالدّعوة. وأووا إلى ذروةٍ منيعة برأس الجبل، فلم يتمّ يومهم إلاّ وقد أحاط بهم عشرون ألفاً، وقالوا: إن لم تنزل وإلاّ قتلناك ومن معك جوعاً وعطشاً. فقال: ما فعلت هذا إلاّ خوفاً علينا وعليكم أن يملكه غيرنا، فإن تركتموني أحرسه، وإلاّ نزلت إليكم. وخدعهم، فانصرفوا عنه. ولم تمض عليه أشهر حتّى بناه وحصّنه وأتقنه، وازداد أتباعه،

<<  <  ج: ص:  >  >>