٣٦ - محمود بن محمد بن داود، الإمام الفقيه، أبو المحامد الأفشنجي، البخاري، الحنفي، الواعظ.
ولد سنة سبع وعشرين وستمائة، وتفقه على أبي عبد الله محمد بن أحمد القربني، وسمع من محمد بن أبي جعفر الترمذي، وكان إماما مفتيا، مدرسا واعظا، مفسرا.
قال أبو العلاء الفرضي: فيها كانت الكائنة على أهل بخارى من التتار الكفرة، لعنهم الله، فقتل أبو المحامد بظاهر بخارى.
قلت: وقتل خلق عظيم من أهل البلد، ونهب وأحرق فيه أماكن. وهذه ثالث محنة نالت البلد من التتار، نسأل الله الستر.
٣٧ - يحيى بن محمد بن أحمد بن حمزة بن علي بن هبة الله، المحتسب، الرئيس، تاج الدين، أبو المفضل الثعلبي، الدمشقي، المعدل، ابن الحبوبي.
ولد سنة عشر وستمائة، وسمع حضورا من أبي الفتوح البكري وأبي القاسم ابن الحرستاني، ثم سمع من محمد بن غسان وابن المقير، والعلم ابن الصابوني، ويونس بن محمد الفارقي؛ وأجاز له: المؤيد الطوسي وعبد المعز الهروي وجماعة كثيرة؛ وخرج له ابن بلبان مشيخة كبيرة في ثلاث مجلدات، فحضرها جماعة بقراءة الشيخ شرف الدين الفزاري.
روى عنه سبطه مجد الدين ابن الصيرفي، وقال: كان صدرا جليلا، عدلا، كبيرا وقورا، مهيبا، محبوبا إلى الناس، عفيفا عن أموالهم، عزيز النفس، كثير البر والصيام، ذا هيئة حسنة وحرمة وافرة؛ ولي نظر الأيتام مدة، ثم الحسبة، ثم وكالة بيت المال إلى أن توفي في الرابع والعشرين من ربيع الآخر.