للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرستان. وآخر من روى عنه بالإجازة الحافظ محمد بن ناصر.

وكان خلفاء مصر الرافضة قد منعوه من التحديث، وأخافوه، فلهذا انقطع حديثه بوقتٍ؛ قال أبو عليّ بن سكرة: منعت من الدخول إليه، فلم أدخل عليه إلا بشرط أن لا يسمعني، ولا يكتب إجازة، فأول ما فاتحته الكلام خلط في كلامه، وأجابني على غير سؤالي حذراً أن أكون مدسوساً عليه، حتّى بسطته، وأعلمته أنّي من أهل الأندلس أريد الحجّ، فأجاز لي لفظاً، وامتنع من غير ذلك.

وقال ابن ماكولا: كان الحبّال مكثراً ثقة، ثبتاً، ورعاً، خيراً، ذكر أنّه مولى لابن النعمان قاضي قضاة مصر.

وحدّث عنه ابن ماكولا وذكر أنّه ثبته في غير شيء، وروى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب إجازة، ثمّ قال: وحدثني عنه أبو عبد الله الحميديّ.

وقد أتى الحبّال بعض الطلبة، قبل أن يمنعه بنو عبيد من الرواية، ليسمعوا منه جزءاً، فأخرج به عشرين نسخة، وناول كل واحدٍ نسخةً يعارض بها.

وقال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبّال يقول: كان عندنا بمصر رجلٌ يسمع معنا الحديث، وكان متشدداً. وكان يكتب السّماع على الأصول، ولا يكتب اسم رجلٍ حتّى يستحلفه أنّه سمع الجزء، ولم يذهب عليه منه شيء.

وسمعته يقول: كنا يوما نقرأ على شيخٍ جزءاً، فقرأنا قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنّة قتات». وكان في الجماعة رجلٌ ممن يبيع القتّ، وهو علف الدّوابّ، فقام وبكى، وقال: أتوب إلى الله من بيع القت. فقيل: ليس هو الذي يبيع القت، ولكنه النمام الذي ينقل الحديث من قومٍ إلى قوم. فسكن بكاؤه وطابت نفسه.

قال ابن طاهر: كان شيخنا الحبّال لا يخرج أصله من يده إلا بحضوره، يدفع الجزء إلى الطالب، فيكتب منه قدر جلوسه، فإذا قام أخذ الأصل منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>