للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفريابي، وأبو العباس السراج، وطائفة.

وثقه أبو زرعة، وغيره.

ومات في رمضان سنة تسع وثلاثين.

٤٩٥ - يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس بن شملال بن منغايا الإمام، أبو محمد البربري المصمودي الليثي، مولى بني ليث، الأندلسي القرطبي الفقيه.

دخل جده أبو عيسى كثير بن وسلاس إلى الأندلس، وتولى بني ليث. وولد يحيى بن يحيى سنة اثنتين وخمسين ومائة، وسمع الموطأ من زياد بن عبد الرحمن شبطون، وسمع من يحيى بن مضر، وغير واحد. ثم رحل إلى المشرق وهو ابن بضع وعشرين سنة في آخر أيام مالك، فسمع من مالك الموطأ غير أبواب من الاعتكاف، شك في سماعها، فرواها عن زياد، عن مالك. وسمع الليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وابن وهب، فحمل عنه موطأه، وعن ابن القاسم مسائله. وحمل عن ابن القاسم من رأيه عشرة كتب؛ أكثرها سؤاله وسماعه من مالك، ثم رجع إلى المدينة ليسمع ذلك من مالك، فوجده عليلا، فأقام بالمدينة إلى أن توفي مالك، وحضر جنازته. وسمع أيضا من القاسم بن عبد الله العمري، وأنس بن عياض الليثي، وطائفة. وقيل: إنه سمع من نافع من أبي نعيم قارئ المدينة، وما أحسبه أدركه.

روى عنه خلق من علماء الأندلس، وانتفعوا به وبعلمه وبفضله، ونال من الرئاسة والحرمة الوافرة ما لم ينله غيره. حمل عنه ولده أبو مروان عبيد الله، ومحمد بن العباس بن الوليد، ومحمد بن وضاح، وبقي بن مخلد، وصباح بن عبد الرحمن العتقي، وآخرون.

وكان أحمد بن خالد بن الجباب يقول: لم يعط أحد من أهل العلم بالأندلس من الحظوة وعظم القدر وجلالة الذكر ما أعطيه يحيى بن يحيى.

ويذكر أن يحيى بن يحيى كان عند مالك، فخطر الفيل على باب مالك،

<<  <  ج: ص:  >  >>