بمثلها، فكان ينفقها من السنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال. فقيل له: لو ادخرت لنائبة. فقال: سبحان الله أنا بقيت بمصر كذا كذا سنة، قوتي وثيابي وكاغدي وحبري، وجميع ما أنفقه على نفسي في السنة عشرين درهمًا، فترى إن ذهب ذا لا يبقى ذاك؟
وقال السليماني: محمد بن نصر إمام الأئمة الموفق من السماء، سكن سمرقند، سمع: يحيى بن يحيى، وعبدان، والمسندي، وإسحاق.
له كتاب تعظيم قدر الصلاة، وكتاب رفع اليدين، وغيرهما من الكتب المعجزة.
مات وصالح جزرة في سنة أربع.
أنبأني جماعة قالوا: أخبرنا أبو اليمن، قال: أخبرنا أبو منصور، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا الجوهري، قال: أخبرنا ابن حيويه، قال: حدثنا عفان بن جعفر اللبان، قال: حدثني محمد بن نصر قال: خرجت من مصر ومعي جارية لي، فركبت البحر أريد مكة، فغرقت، فذهب مني ألفا جزء، وصرت إلى جزيرة، أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحدًا، وأخذني العطش، فلم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلمًا للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز، فقال لي: هاه. فشربت وسقيتها، ثم مضى، فما أدري من أين جاء، ولا من أين ذهب.
وقال أبو الفضل محمد بن عبيد الله البلعمي: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسمرقند، فجلست يوم للمظالم، وجلس أخي إسحاق إلى جنبي، إذ دخل أبو عبد الله محمد بن نصر، فقمت له إجلالًا لعلمه، فلما خرج عاتبني أخي وقال: أنت والي خراسان، تقوم لرجل من الرعية! هذا ذهاب السياسة.
فبت تلك الليلة وأنا منقسم القلب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأني واقف مع أخي إسحاق إذ أقبل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بعضدي، فقال لي: ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر. ثم التفت إلى إسحاق فقال: ذهب ملك إسحاق وملك بنيه باستخفافه بمحمد بن نصر.