مسجده، وخلفه بعد وفاته، وسمع منه الموطأ وحدث به عنه، وبمسند أبي بكر بن أبي شيبة، ورسالة ابن أبي زيد، وكان فقيهاً ورعاً منقبضاً عن الناس، نحوياً ماهراً. حدث عنه عبد الله بن محمد الطلبي. وتوفي في ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة. وحدث عنه أيضاً صاحبنا أبو بكر ابن سيد الناس.
٣١٣ - محمد بن وهب بن سلمان بن أحمد ابن الزنف، أبو المعالي ابن الفقيه أبي القاسم السلمي، الدمشقي.
ولد سنة ثلاث وثلاثين، وسمع من الفقيه نصر الله بن محمد المصيصي، وأبي الدر ياقوت الرومي، وابن البن الأسدي.
وحدث بدمشق وبغداد لما حج منها، وأجاز له أبو الأسعد هبة الرحمن ابن القشيري. روى عنه أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، والضياء، وابن أخيه الفخر علي، والزكي عبد العظيم، والشهاب القوصي، وآخرون.
لقبه تاج الدين، توفي في العشرين من شعبان.
٣١٤ - المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، العلامة مجد الدين أبو السعادات ابن الأثير الجزري، ثم الموصلي، الكاتب البليغ، مصنف جامع الأصول، ومصنف غريب الحديث، وغير ذلك.
ولد بجزيرة ابن عمر في سنة أربع وأربعين وخمس مائة في أحد الربيعين، وبها نشأ، وانتقل إلى الموصل فسمع بها من يحيى بن سعدون القرطبي وخطيب الموصل، واتصل بخدمة الأمير الكبير مجاهد الدين قايماز الخادم إلى أن أهلك، فاتصل بخدمة صاحب الموصل عز الدين مسعود، وولي ديوان الإنشاء، وتوفرت حرمته، وكان بارعاً في الترسل له فيه مصنف.
وعرض له مرض مزمن أبطل يديه ورجليه، وعجز عن الكتابة، وأقام بداره. وأنشأ ربطاً بقرية من قرى الموصل، ووقف أملاكه عليه.