ومن أخباره أنه أُقيم في السلطنة بعد موت والده، وكان أتابكه البهلوان هو الكل، فمات، وكبر طغريل، فالتفت عليه الأمراء، وطلب السلطنة من الخليفة، وأن يأتي إلى بغداد كآبائه، ويأمر وينهى، ثم آل أمره إلى أن ظفر به قُزل أخو البلهوان وسجنه؛ ثم خلص، وعاث في البلاد، وتملك همذان، وغيرها.
وكان خوارزم شاه قد سار إلى الري، واستولى عليها ورجع إلى بلاده، فقصدها طُغريل في أول هذه السنة وأغار عليها، فجمع خوارزم شاه جيوشه، وسار إليه وانضم إليه قُتُلغ إينانج ولد البلهوان ابن إلدكز، فلما سمع طُغريل بقدومهما كانت له عساكر متفرقة، فلم يقف لجمعها، فقيل له: هذا ما هو مصلحة، والأولى أن تجمع العساكر، فما التفت لفرط شجاعته، والتقاهم وحمل بنفسه، وشق العساكر، فأحاطوا به، ورموه عن جواده، وقُتل في الرابع والعشرين من ربيع الأول، وملك خُوارزم شاه تلك البلاد، واستناب عليها قُتُلغ، وأقطع كثيرًا منها لممالكيه.
٣٩٠ - عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن سُفيان، التجيبي، الشاطبي، القونكي.
سمع أبا الوليد ابن الدباغ، وابن هذيل، وابن النعمة، وخلقًا سواهم، وأتقن الفقه والعربية.
وكان فصيحًا، بليغًا، مفوهًا، له النظم والنثر، ولي قضاء لورقة.
وحدَّث عنه أبو عيسى بن أبي السداد، وأبو الربيع بن سالم الكلاعي.
قال الأبار: توفي في حدود التسعين وخمسمائة.
٣٩١ - عبد اللَّه بن أبي المعالي المبارك بن هبة اللَّه بن سلمان، أبو جعفر ابن الصباغ، البغدادي، الشمعي، المعروف أبوه بابن سُكرة.