جعل الذهبي كتابه في واحدٍ وعشرين مجلدًا راعى فيها أنْ تكونَ متناسقة من حيث عدد أوراقها ولم يراع فيها أية ناحية تنظيمية، ولذلك لم يلتزم النُّسَّاخُ فيما بعد بتجزئة المؤلف هذه (١).
وتناول في كتابه الحوادث والتراجم ابتداء من السنة الأولى للهجرة حتى سنة ٧٠٠ هـ. ووضع خطة عامة للكتاب قسمه بموجبها إلى وحدات زمنية أمدُها عشر سنواتٍ أطلق عليها لفظ "الطبقة". ورَتَّبَ الحوادثَ حسب السنوات، أما التراجم فاتبع فيها تنظيماتٍ مختلفة. ولما كانت "الطبقة" هي الأساس الذي قامت عليه الخطة العامة للكتاب، فقد أصبح لابد من دراسة تنظيم الكتاب استنادًا إليها وتبيان مفهومها مقارنة بكتبه الأخرى وبمفهومها عند المؤلفين السابقين.
ولما كان الكتاب قد احتوى على الحوادث والتراجم بصورة منفصلة فقد أصبح لزامًا علينا أنْ ندرسَ العلاقةَ التنظيمية بينهما، ومن ثم دراسة تنظيم الحوادث وتنظيم التراجم، كل على حدة، ومحاولة التعرف على الأساليب التي اتبعها الذهبي في عرض كل منهما، ودراسة عناصر أسلوبه اللغوي والأدبي الذي عرض فيه مادته.
أولًا: الخطة العامة للكتاب:
أظهرت الدراسات الحديثة لكتب الطبقات التي سبقت تاريخ الإسلام للذهبي أنها لم تستعمل "الطبقة" كوحدة زمنية ثابتة، بل كانت تعني اللقيا في