محمد الحلبي، قال: حدثنا أحمد بن عطاء الرّوذباري إملاء بصور.
قلت: مات الحلبي سنة ستّ وثلاثين، وهو أقدم شيخ للسّمرقندي.
قال: الحسين بن محمد البلخي: كان شيخنا أبو بكر السّمرقندي لا يكتب لأحدٍ خطّه إذا قرأ عليه، إلا أن يكون مجوّداً في الغاية. وما رأيته كتب إلا لمسعود الحلاوي، وقال: ما قرأ علي أحدٌ مثله. فجاء إليه الطّبّال، فقرأ ختمات، وأعطى ولد الشّيخ دنانير، فردّها الشّيخ وقال: لا أستحل أن أكتب له.
قال البلخي: وكان أبو بكر لمّا جاء من دمشق اتّصل بعفيف القائمي الخادم، فأكرمه وأنزله، فكان إذا جاءه الفرّاش بالطعام بكى، فسأله عن بكائه، فقال: إنّ لي بدمشق أولاداً في ضيق. فأخبر الفرّاش عفيفاً، فأرسل من جاء بهم من دمشق، فجاؤوا أباهم بغتةً، ولم يزالوا في ضيافة عفيف حتّى مات. ولد أبو بكر سنة ثمان وأربع مائة، ومات في سادس عشر رمضان.
قال محمد بن عبد الملك الهمذاني في تاريخه: هو مشهور في التّقدّم بالقرآن ونسخ المصاحف، جعل دأبه أن ينسخ، ويقرئ جماعةً بروايات مختلفة، يردّ على المخطئ منهم. فكان له في هذا كلّ عجيبة.
قلت: قرأ عليه جماعة، وكانت قراءته على الأهوازي في سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة.
٣٠٣ - أحمد بن محمد بن علي، أبو بكر الهروي المقرئ الضّرير.
سكن دمشق، وسمع بها، رشأ بن نظيف، وأبا علي الأهوازي، وعلي بن الخضر السّلمي، وسمع بصور من عبد الوهّاب بن برهان. سمع منه عمر الدّهستاني، وطاهر الخشوعي، وأبو محمد بن صابر ووثّقه.
وتوفّي بالقدس في ربيع الآخر.
قرأ على الأهوازي، وعاش اثنتين وثمانين سنة، وولد بهراة. وقد صنّف في القراءات الثّمان كتاباً سمّاه التذكرة. قرأ عليه القراءات إبراهيم بن حمزة بن الجرجرائي، وغيره.