وله شعر في الطبقة العليا والذروة القصوى، لكنه مشوبٌ بالاتحاد في كثير من الأوقات، فمنه:
أفدي التي ابتسمت وهناً بكاظمة فكان منها هدى الساري بنعمانِ وواجهتها ظباء الرمل فاكتسبت منها محاسن أجيادٍ وأجفانِ يسري النسيم بعطفيها فيصحبه لطف يميل غصن الرَّند والبانِ مرَّت على جانب الوادي وليس به ماء ففاض بدمعي الجانب الثاني موَّهت عنها بسلمى واستعرت لها من وصفها فاهتدى الشاني إلى شاني تجنّى عليَّ وما أحلى أليم هوًى في حبّها حين ألجاني إلى الجاني وله:
أقول لخفّاق النسيم إذا سرى وقد كاد أن ينجاب كل ظلام تحمّل إلى أهل العقيق رسالتي وخصّهم عني بكل سلامِ وقل لهم: إني على العهد لن أحل وإنّ غرامي فوق كل غرامِ ولو رُمتُ عنكم سلوةً قادني الهوى إلى نحوكم طوعاً بغير زمامِ فيا عاذلي دع عنك عذلي فإنني أخو صبوةٍ لا يرعوي لملام وله من أبيات:
وإذا سبى العذال حُسنك في الهوى يا مُنيتي فالصّبّ كيف يكونُ هب أن عبد هواك أخفى حبه أتراه يخفى والعيون عيونُ في طرفه السّفّاح لكن وجهه الـ ـهادي فليت صدوده المأمونُ وله من أبيات:
وأعِد لي حديثه فلسمعي فرط وجدٍ باللؤلؤ المنثورِ ثم صِف لي ذؤابة منه طالت وَدَجَت فهي ليلة المهجورِ وله:
إلى الراح هبّوا حين تدعو المعابثُ فما الراح للأرواح إلا بواعث هي الجوهر الصرف القديم وإن بدت لها حَبَبٌ زينت به وهو حادث تمزرتها صرفاً فلمّا تصرفت تحكم سك اً بالتراتيب عابث وفاح شذى أنفاسها فتضرّرت نفوسٌ عليها الجهل عاث وعايث