للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وكان ابن الإمام من تلامذة ابن باجة، كان كاتبًا، أديبًا، وهو غرناطي أدركه الموت بقوص، ومن تلامذة ابن باجة أبو الوليد بن رشد الحفيد.

توفي ابن باجة بفاس، وقبره بقرب قبر القاضي أبي بكر بن العربي المعافري، ومات قبل الكهولة؛ وله مصنفات كثيرة.

ومن شعره:

ضربوا القباب على أقاحة روضةٍ خطر النسيم بها ففاح عبيرا وتركت قلبي سار بين حمولهم دامي الكلوم يسوق تلك العيرا لا والذي جعل الغصون معاطفًا لهم وصاغ الأقحوان ثغورا ما مر بي ريح الصبا من بعدهم إلا شهقت له، فعاد سعيرا وقد ذكر أبا بكر بن باجة أيضًا أليسع بن حزم في تأليفه فقال فيه: هو الوزير، الفاضل، الأديب، العالم بالفنون، المعظم في القلوب والعيون، أبو بكر بن باجة، أرسل قلمه في ميادين الخطابة فسبق، وحرك بعاصف ذهنه من العلوم ما لا يكاد يتحرك.

إلى أن قال: ومن مثل أبي بكر؟ جاد به الزمان على الخواطر والأذهان، كلامه في الهيئة والموسيقى كلام فاضل، تعقب كلام الأوائل، وحل عقد المسائل، وإني لأتحقق من عقله ما يشهد له بالتقييد للشريعة، ولا شك إنه في صباه عشق، وصبا، وسبح في أنهار المجانة وحبا، وشعر ولحن، وامتحن نفسه في الغناء فمحن، فأنطق جماد الأوتار.

١٦٦ - محمد بن خلف بن إبراهيم بن خلف، أبو بكر ابن المقرئ أبي القاسم ابن النخاس القرطبي.

أخذ القراءات عن أبيه، وسمع من: ابن الطلاع، وأبي علي الغساني، وتفقه وبرع في العلم، توفي في ربيع الآخر.

١٦٧ - محمد بن أبي نصر شجاع بن أحمد بن علي الأصبهاني، أبو بكر اللفتواني، الحافظ، المفيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>