وظهر أبو العباس الخصيبيّ، وسليمان بن الحسن، وصارا يدخلان مع الوزير عبد الرحمن وأخيه عليّ، ويدخل معهم أبو جعفر محمد بن القاسم والأعيان.
وأخذ ابن مقلة فتسلّمه عبد الرحمن الوزير، وضرب بالمقارع، وأخذ خطُّه بألف ألف دينار. ثم سلم إلى أبي العباس الخصيبيّ، فجرى عليه من المكاره والتعليق والضرب عجائب.
قال ثابت: كلفني الخصيبي الدخول إليه يوماً وقال: إن كان يحتاج إلى الفصد فليفصد بحضرتك. فدخلت فوجدته مطروحاً على حصيرٍ، وتحت رأسه مخدة وسخة، وهو عريان في وسطه سراويل، ورأيت بدنه من رأسه إلى أطراف رجليه كلون الباذنجان، وبه ضيق نفسٍ شديد. وكان الذي تولى عذابه ودهق صدره الدستوائي. فقلت: يريد الفصد. فقال الخصيبي: وكيف نعمل، ولا بد من تعذيبه كل يوم؟ فقلت: فيتلف. قال: افصده. ففصد هـ ورفهته ذلك اليوم. واتفق أنّ الخصيبي استتر ذلك اليوم، فاطمأن ابن مقلة وتصلح. وحضر أبو بكر بن قرابة، وضمن ما عليه وتسلمه.
وفي جمادى الأولى قبض الراضي على المظفر بن ياقوت وهدم داره، ثمّ أطلقه بعد جمعة وأحدره إلى أبيه ياقوت.
وعزل بدر الخرشني عن الشرطة، ووليها كاجو، وقلد الخرشني أعمال أصبهان وفارس.
وعجز الوزير عبد الرحمن بن عيسى عن النفقات، وضاق المال. فاستعفى. فقبض عليه الراضي في رجب وعلى أخيه، واستوزر أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخيّ، وسلم ابني عيسى إلى الكرخي، فصادرهما برفق، فأدى كل واحد سبعين ألف دينار، وانصرفا إلى منازلهما.
وفي رمضان قتل ياقوت الأمير بعسكر مكرم، فأراد الحجرية قتل أبي الحسين البريدي ببغداد، وكان يخلف أخاه في الكتابة لياقوت، فاختفى. وكان ياقوت قد سار بجموعه لحرب علي بن بويه، فالتقيا بباب أرجان، فهزمه ابن بويه، فعاد إلى الأهواز، وتواترت الأخبار بأن ابن بويه وافى إلى رامهرمز مقتفياً آثار ياقوت. فعبر ياقوت إلى عسكر مكرم وقطع الجسر.