للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السكن، فقاتلوا دون رسول الله ، رجل ثم رجل يقتلون دونه، حتى كان آخرهم زيادا أو عمارة، فقاتل حتى أثبتته الجراحة. ثم فاءت من المسلمين فئة فأجهضوهم عنه، فقال رسول الله : أدنوه مني. فأدنوه منه، فوسده قدمه، فمات وخده على قدم رسول الله .

وترس دون رسول الله أبو دجانة بنفسه، يقع النبل في ظهره، وهو منحن على رسول الله حتى كثرت فيه النبل (١).

وقال حماد بن سلمة، عن ثابت، وغيره، عن أنس، أن رسول الله أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه قال: من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟ فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل؛ وتقدم آخر فقاتل حتى قتل. فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال لصاحبيه: ما أنصفنا أصحابنا. رواه مسلم (٢).

وقال سليمان التيمي، عن أبي عثمان قال: لم يبق مع رسول الله ، في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن غير طلحة بن عبيد الله وسعد؛ عن حديثهما. متفق عليه (٣).

وقال قيس بن أبي حازم: رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبي ، يعني يوم أحد. أخرجه البخاري (٤).

وقال عبد الله بن صالح: حدثني يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير مولى حكيم بن حزام، عن جابر قال: انهزم الناس عن رسول الله يوم أحد، فبقي معه أحد عشر رجلا من الأنصار وطلحة بن عبيد الله، وهو يصعد في الجبل، فلحقهم المشركون. فقال ألا أحد لهؤلاء؟ فقال طلحة: أنا يا رسول الله. قال: كما أنت يا طلحة. فقال رجل من الأنصار: فأنا يا رسول الله. فقاتل عنه، وصعد رسول الله ومن معه، ثم قتل الأنصاري فلحقوه فقال: ألا أحد لهؤلاء؟ فقال طلحة مثل قوله،


(١) ابن هشام ٢/ ٨١ و ٨٢، ودلائل النبوة ٣/ ٢٣٤.
(٢) مسلم ٥/ ١٧٨، ودلائل النبوة ٣/ ٢٣٤.
(٣) البخاري ٥/ ٢٧ و ١٢٤، ومسلم (٢٤١٤)، ودلائل النبوة ٣/ ٢٣٥.
(٤) البخاري ٥/ ١٢٥، ودلائل النبوة ٣/ ٢٣٦.