وفيها سار الأمير بُزَبة واستمال شحنة أصبهان، وانضاف معه محمد شاه، فأرسل السلطان مسعود عساكر أذربيجان، وكان بُزَبة في خمسة آلاف، فالتقوا، فكسرهم بزبة، واشتغل جيشه بالنهب، فجاء في الحال مسعود بعد المصافّ في ألف فارس، فحمل عليهم، فتقنطر الفرس ببُزبة، فوقع وجيء به إلى مسعود، فوسّطه، وجيء برأسه فعُلِّق ببغداد.
وعُزل أبو نصر جهير عن الوزارة بأبي القاسم علي بن صدقة، شافهه بالولاية المقتفي، وقرأ ابن الأنباري كاتب الإنشاء عهده.
وقدِم سلاركُرد على شِحنكية بغداد، وخرج بالعسكر لحرب علي بن دُبيس، فالتقوا، ثم اندفع علي إلى ناحية واسط، ثم عاد وملك الحِلة.
وباشر قضاء بغداد أبو الوفاء يحيى بن سعيد بن المرخّم في الدّست الكامل، على عادة القاضي الهَرَويّ، وكان أبو الوفاء بئس الحاكم، يرتشي ويُبطل الحقوق.
وفي رمضان برز إسماعيل ابن المستظهر أخو الخليفة من داره إلى ظاهر بغداد، فبقي يومين، وخرج متنكرًا، على رأسه سلة، وبيده قدح، على وجه التنزه، فانزعج البلد، وخافوا أن يعود ويخرج عليهم، وخاف هو أن يرجع إلى الدار، فاختفى عند قوم، فآذنوا به، فجاء أستاذ دار والحاجب وخدموه وردّوه.
وفيها سار نور الدين محمود بن زنكي صاحب حلب يومئذ ففتح أرتاح، وهي بقرب حلب، استولت عليها الفرنج، فأخذها عنوة، وأخذ ثلاثة حصون صغار للفرنج، فهابته الفرنج، وعرفوا أنه كبْش نطّاح مثل أبيه وأكثر.
وفيها سار أخوه غازي صاحب الموصل إلى ديار بكر، فأخذ دارا وخربها ونهبها، ثم حاصر ماردين، فصالحه حسام الدين تِمرتاش بن إيلغازي، وزوّجه بابنته، فلم يدخل بها، ومرض ومات، فتزوجها أخوه قطب الدين.
وفيها، وفي السنين الخمس التي قبلها، كان الغلاء المُفرط بإفريقية،