للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القزّاز، وبأبهر من أبي الفتوح عبد الكافي الخطيب، وبهمذان من أبي المحاسن عبد الرزّاق بن إسماعيل القومساني، وعبد المنعم الفراوي، وبدمشق من عبد الرحمن بن علي اللّخمي، وإسماعيل الجنزوي، وبمصر من هبة الله البوصيري، وبالإسكندرية من القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وبمكّة من محمود بن عبد المنعم القلانسي الدّمشقي، وبواسط من أبي بكر ابن الباقلاني.

وكان كثير الأسفار والحجّ، صاحب صلاة، وتهجّد، وصيام، وعبادة. وله قدمٌ في الفقه، والتّصوّف، وجاور مدّة، وحضر حصار عكّا مع السلطان صلاح الدّين، ثمّ أقام ببغداد، وأمّ بالصوفية برباط الخليفة.

وسمع الكثير بقراءته على ابن كليب، ويحيى بن بوش، وطبقتهما. وكان يحجّ كلّ سنة على السّبيل الّذي للجهة (١).

قال ابن النجّار: كان كثير المجاهدة، والعبادة، دائم الصّيام سفرًا وحضرًا، عارفًا بكلام المشايخ، وأحوال القوم. وكانت له معرفة، حفظٌ، وإتقانٌ. كتبنا عنه، وكان ثقة صدوقًا، ثمّ حجّ، وجاور، وصار إمام المقام إلى أن توفّي في ثامن صفر (٢).

قلت: روى عنه ابن النجّار، والضّياء، وابن الحاجب، وأبو عبد الله الدّبيثي (٣)، وأبو الفرج بن أبي عمر، وقطب الدّين القسطلاني، وغيرهم.

قرأت على أبي المعالي بمصر: حدّثكم أبو طالب عبد المحسن بن فرامرز


(١) الجِهَة: من تعابير ذلك العصر، ويُراد بها امرأة الخليفة أو أمه، وجمعها: جهات، ولابن الساعي كتاب "جهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء" طبعه العلامة الدكتور مصطفى جواد ولعله يقصد بالسبيل هنا: السبيل الذي سَبَّلته السيدة شُجاع أم الخليفة المتوكل على الله المتوفاة سنة ٢٤٨ هـ وكانت ذات مال عظيم مشهورة بالبر والإحسان.
(٢) بمكة، لذلك ترجمه التقي الفاسي في العقد الثمين ٥/ ٤٩٣ - ٤٩٥. والأصح أنه توفي ليلة السابع من صفر كما ذكر المنذري في التكملة ٣/ الترجمة ٢١٤٧ والقطب القسطلاني الذي حضر دفنه في مقابر الصوفية في اليوم السابع، على ما نقله عنه الفاسي في العقد الثمين.
(٣) وترجمه في تاريخه، الورقة ١٨٤ (باريس ٥٩٢٢). وتنظر تكملة المنذري ٣/ الترجمة ٢١٤٧.