قرأت عليه كثيرًا من الحديث والتفسير، وكان نعم المؤدب يأمر بالإخلاص وحسن القصد، وبنى رباطًا بقراح ظفر واجتمع فيها جماعة من المتزهدين فلما احتضر قال له أصحابه: أوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله ومراقبته في الخلوة، واحذروا مصرعي هذا، وقد عشت إحدى وستين سنة، وما كأني رأيت الدنيا، ثم قال لبعض أصحابه: انظر هل ترى جبيني يعرق؟ فقال: نعم، قال: الحمد لله هذه، علامة المؤمن، ثم بسط يده وقال:
ها قد بسطت يدي إليك فردها بالفضل لا بشماتة الأعداء توفي في نصف رمضان، ودفن برباطه، والبيت من شعر أبي نصر القشيري.
٣٦٠ - محمد بن عبد الله بن أبي الحسن، قاضي مرو أبو جعفر الصَّائغيُّ المروزيُّ.
إمام ورع، كبير القدر، سديد الأحكام. كان خطيب مرو. تفقه على القاضي أبي بكر محمد بن الحسين الأرسابندي، وحدَّث عنه. عاش سبعين سنة.
٣٦١ - محمد بن علي بن عبد الله، أبو الفتح المُضَريُّ الهرويُّ.
سمع أبا عبد الله الفارسي، ويعلى بن هبة الله الفُضَيْلي، وأبا عاصم الفَضْل، وبيبى الهرثَّميَّة، وببلخ أبا حامد أحمد بن محمد، وبنيسابور فاطمة بنت الدَّقَّاق، وجماعة.
قَدِمَ بغداد، وحدَّث بجامع الترمذي. وكان صدوقاً مكثراً، روى عنه هبة الله بن المُكْرَم الصُّوفي، وعليّ بن أبي سعد الخبَّاز، ويحيى بن بَوْش، وجماعة. توفي في ذي القعدة بخُراسان.