للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالعربية، زاهدًا، ورعًا، صاحب ليل، أقرأ الناس القراءات والنحو، وحدث.

روى عنه ابنه غالب، وابن أخته الأستاذ أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد، وابنا حوط اللَّه، والحافظ أبو محمد القرطبي، وأبو عليّ الرندي، وأبو محمد بن عطية، وأبو الحسين ابن السراج، وأبو يحيى بن عبد الرحيم. وتوفي في ثاني جمادى الآخر، وله خمسٌ وسبعون سنة، ولم يتخلف عن جنازته كبير أحد، ودفن بمقبرة أمّ سلمة بظاهر قرطبة.

٢١٦ - عبد الرشيد بن عبد الرزاق. الكرجي، الصوفي، أبو محمد.

ذكره أبو شامة في تاريخه في ترجمة إبراهيم بن محمد فقال: جرت ببغداد واقعة؛ كان ببغداد عبد الرشيد، وكان ورعًا عاملًا، وكان ببغداد النفيس الصوفي يضحك منه ويسخر به، وكان يدخل على الخليفة، فدخل يومًا مدرسة دار الذهب فجعل يتمسخر، فقال له الكرجي: اتق اللَّه، نحن في بحث العلم وأنت تهزل، فدخل على الخليفة وبكى، وقال: ضربني الكرجي وعيرني، فثار الخليفة وأمر بصلبه، فأخرج وعليه ثوب ليصلبوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين. فصلى وصلبوه، فجاء أمر الخليفة لا تصلبوه وقد فات، فلعن الناس النفيس واختفى. ورأى بعض الصالحين الكرجي في النوم، فقال له: ما فعل اللَّه بك؟ قال: أوقفني بين يديه، فقلت: يا إلهي رضيت ما جرى عليّ؟ فقال: أو ما سمعت ما قلت: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} إني أردتُ أن تصل إلى درجة الشهداء.

٢١٧ - عبد المحمود بن أحمد بن علي، الفقيه الصالح أبو محمد الواسطي، الشافعي.

تفقه بواسط على أبي جعفر هبة اللَّه ابن البوقي.

وسمع بالكوفة من أبي العباس بن ناقة، وبالبصرة من المبارك بن محمد المواقيتي، وبمكةَ من المبارك بن عليّ الطباخ.

ودرس وأفتى، ومات كهلًا في ربيع الأول بواسط.

<<  <  ج: ص:  >  >>