للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمع الحديث على كبر، وعني به أتم عناية إلى أن صار فيه رأسا. سمع أبا الحسين بن جميع، وأبا عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي، ومحمد بن عبد الصمد الزرافي (١)، ومحمد بن جعفر الكلاعي، والحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأبا محمد بن النحاس، وعبد الله بن محمد بن بندار، وطائفة كبيرة بمصر، وتخرج بعبد الغني، ثم رحل إلى بغداد فأدرك بها صاحب الصفار أبا الحسن بن مخلد، وطبقته.

روى عنه أبو بكر الخطيب، وقاضي العراق أبو عبد الله الدامغاني، وجعفر السراج، والمبارك ابن الطيوري، وسعد الله بن صاعد الرحبي، وآخرون.

قال: ولدت في سنة ست أو سبع وسبعين وثلاثمائة.

قال الخطيب (٢): كان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كتبا له، وأحسنهم معرفة به. لم يقدم علينا أفهم منه لعلم الحديث، وكان دقيق الخط، صحيح النقل، حدثني أنه كان يكتب في الوجهة من ثمن الكاغد الخراساني ثمانين سطرا، وكان مع كثرة طلبه صعب المذهب فيما يسمعه. ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات، وكان يسرد الصوم لا يفطر إلا في الأعياد، وذكر لي أن عبد الغني كتب عنه أشياء في تصانيفه، وصرح باسمه في بعضها، وقال في بعضها: حدثني الورد بن علي.

قال الخطيب (٣): وكان صدوقا، كتب عني وكتبت عنه، ولم يزل ببغداد حتى توفي بها في جمادى الآخرة، وقد نيف على الستين.

وذكره أبو الوليد الباجي فقال: الصوري أحفظ من رأيناه.

وقال غيث بن علي الأرمنازي: رأيت جماعة من أهل العلم يقولون: ما رأينا أحفظ من الصوري.

وقال عبد المحسن البغدادي الشيحي: ما رأينا مثله، كان كأنه شعلة نار، بلسان كالحسام القاطع.


(١) هكذا بخط المصنف وفي السير ١٧/ ٦٢٧، ولم يذكر السمعاني هذه النسبة في الأنساب، ولا استدركها عليه ابن الأثير أو غيره، ولا أدري إلى أي شيء هي، وهو مترجم في تاريخ دمشق ٥٤/ ١٢٣.
(٢) تاريخه ٤/ ١٧٢ - ١٧٣.
(٣) نفسه ٤/ ١٧٣.