قال الخطيب: كان صدوقاً، كتبت عنه. سألت أبا القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ، عن أبي الغنائم، فقال: شريف، محتشم، ثقة، كثير السماع.
وقال عبد الكريم بن المأمون: ولد أخي أبو الغنائم في سنة ست وسبعين وثلاثمائة. وقال غيره: سنة أربع.
وقال شجاع الذهلي: توفي في سابع عشر شوال.
قلت: وروى عنه الحميدي، وأبيّ النرسيّ، وأحمد بن ظفر المغازلي، وأبو الفتح عبد الله ابن البيضاوي، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي. وآخر من روى عنه بالإجازة مسعود الثقفي الذي أجاز لكريمة، وطعن في إجازته منه، فترك الرواية.
١٣٦ - عبد الكريم بن أحمد بن الحسن، أبو عبد الله الشالوسي الفقيه، وشالوس: من نواحي طبرستان.
كان فقيه عصره بآمل. وكان عالماً واعظاً زاهداً. سمع بمصر من أبي عبد الله بن نظيف.
أثنى عليه عبد الله بن يوسف الجرجاني وسمع منه، وقال: مات سنة خمس وستين.
١٣٧ - عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد، الإمام أبو القاسم القشيري النيسابوري الزاهد الصوفي، شيخ خراسان وأستاذ الجماعة، ومقدم الطائفة.
توفي أبوه وهو طفل، فوقع إلى أبي القاسم اليماني الأديب، فقرأ الأدب والعربية عليه. وكانت له ضيعة مثقلة الخراج بناحية أستوا، فرأوا من الرأي أن يتعلم طرفاً من الاستيفاء، ويشرع في بعض الأعمال بعدما أونس رشده في العربية، لعله يصون قريته، ويدفع عنها ما يتوجه عليها من مطالبات الدولة، فدخل نيسابور من قريته على هذه العزيمة، فاتفق حضوره مجلس الأستاذ أبي علي الدقاق، وكان واعظ وقته، فاستحلى كلامه، فوقع في شبكة الدقاق، وفسخ ما عزم عليه؛ طلب القباء، فوجد العباء، وسلك طريق الإرادة، فقبله الدقاق وأقبل عليه، وأشار عليه بتعلم العلم، فمضى إلى درس الفقيه أبي بكر